نشر الثقافة الصحية على «السوشيال ميديا» وتأثيرها على الأفراد

في الآونة الأخيرة أصبح العالم يدور في فلك الرقمنة والإنترنت و”السوشال ميديا”، والعالم والأشخاص باتوا مختلفين عما اعتدنا عليهم في السابق، يقول نديم أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إنها تمنحه القدرة على التواصل والتعبير، مضيفاً: أشعر حين أتواصل مع شخص عبر رسائل «فيسبوك» أو «واتساب» بأنني أعبر بكلمات موزونة كل الوقت، وبإمكاني أن أقرأ ما أكتبه قبل إرساله ما يعطينا أماناً أكثر لإعادة القراءة والغربلة، وهذا شيء جميل فبمجرد أن نكتب بهدوء فنحن لا نجرح الآخرين سهواً بكلامنا.
أما هند- ممرضة فترى أننا بهذه المرحلة الحرجة ، تبرز أهمية نشر الوعي والثقافة الصحية، وهي أكثر ما يحتاجه الأفراد من خلال الحملات التوعوية، وأصوات يصل صداها من أصحاب الاختصاص كل في مجاله وخبرته، لما يحمله ذلك من آثار إيجابية، وخاصة حين يتعلق الأمر بنشر المعلومات التي تحمل الفائدة، ويظهر ذلك جلياً عبر بعض منصات التواصل الاجتماعي التي يسعى مستخدموها لنشر المفيد، والرد على أسئلة الناس وتخوفاتهم، في وقت تنتشر فيه الشائعات ، وتصدر ممن لا يملكون أي خبرة أو معلومة دقيقة في كل ما يخص الوباء وتبعاته، وتجد متابعين كثراً يروجون لها في كل مكان، هنا يكون الدور على أصحاب الاختصاص مضاعفاً، لإيصال المعلومة الصحيحة وتفنيد المغلوطة منها.
د. نعمت الداهوك – كلية التربية جامعة دمشق قالت: يتسم عصرنا الحالي بتسميات متعددة متميزة عن العصور السابقة، ألا وهي عصر الانفجار المعرفي أو عصر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، والسبب أن معظم الناس يتواصلون عبر طرق مختلفة عن التي اعتادوها ، لذلك فمن الطبيعي أن يعزز هذا الاستخدام أخلاقيات جديدة، وأساليب مختلفة للتعامل، وطرقاً مبتكرة في توصيل المعلومة، وقد لاقت وسائل التواصل الاجتماعي إقبالاً كبيراً من قبل جميع شرائح المجتمع ابتداءً من صغار السن وانتهاءً بكبار السن، من الأميين إلى العلماء والأدباء، مروراً بالمتعلمين في كل الوظائف والحرف والمهن، فلم يعد هناك شخص إلا ويعتمد مواقع التواصل الاجتماعي على الأقل، لكي يتواصل مع الآخرين، سواء كان هذا التواصل فردياً أو جماعياً، وكل هذا الحراك موجود حالياً على مواقع التواصل الاجتماع، فالجوانب الإيجابية تظهر من خلال المنشورات التي تنشر، وكل اختراع سلاح ذو حدين، الإيجابية تظهر إذا كانت لدينا خطط معينة نعبر فيها عن أخلاقياتنا وعن قيمنا التراثية الجميلة وآدابنا وعلومنا وطريقة تواصلنا بشكل إنساني، وتلك جوانب إيجابية لنوصل فيها معلوماتنا لأشخاص قد لا يعرفونها إلا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
مثلاً: إذا ذهب أحدنا إلى الطبيب قد لا يشرح له كل تفاصيل المرض، وقد لا يكون لديه الوقت الكافي، يمكن عن طريق منشور أن يفصّل ذلك، ويمكن أن يشاركه الكثير من الناس، وهكذا تصل المعلومة إلى عدد كبير من الأشخاص لمجرد الإعجاب أو التعليق أو المشاركة، هذه القضية تسهم في نشر المعلومة بسرعة، ويكون هناك مجال كبير لمعرفة المزيد من المعلومات، وخاصة في ظل تفشي الوباء بأعداد متزايدة، فمن واجب الاختصاصيين توعية الأشخاص بكيفية تطبيق الإجراءات الصحية وعدم اتباع أي معلومة غير مؤكدة.
أما عن الجوانب السلبية فبينت د. الداهوك أنها تكمن في استخدام بعض الأشخاص لتلك المواقع بطريقة غير صحيحة، كنشر معلومات مغلوطة أو التنمر على الأشخاص وهذه ظاهرة منتشرة، ولذلك علينا العمل على تفعيل مواقع التواصل الاجتماعي عبر وضع خطط تجعلنا نستثمر وجود أشخاص مثقفين على تلك المواقع، ولديهم المقدرة في التواصل مع الآخرين بما يمتلكون من المعلومات المفيدة على سبيل المثال لا الحصر حول تربية الأبناء – مواضيع التعليم – الصحة وهي الأهم وغير ذلك من القضايا التي تهم الناس.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار