موقع غلوبال ريسيرش
تعتري حلف “ناتو” الذي يعتبره بعض المحللين السياسيين “التحالف الأكثر نجاحاً في التاريخ” مجموعة من الشكوك من المرجح أن تصبح أكثر بروزاً في السنوات القادمة، ما يتعين عليه تعزيز قدرته على العمل كمنتدى سياسي رئيسي للمجتمع عبر الأطلسي، لأن تفكك “ناتو” ليس مشكلة تكتيكية، بل إستراتيجية، حسب رأي هؤلاء المحللين.
في 25 تشرين الثاني 2020، أصدرت “مجموعة التفكير المستقلة”، التي أنشأها السياسي النرويجي، ينس ستولتنبرغ الأمين العام للحلف عقب اجتماع لقادته في لندن، كانون الأول 2019 تقريرها بعنوان “ناتو 2030 متحدون لعصر جديد”، أعدته عشر شخصيات بارزة، تم تفويضهم بالنظر في دور “ناتو” الحالي، والمستقبلي، واقتراح توصيات حول كيفية تعزيز وحدة الحلف، والتشاور السياسي بين الحلفاء، ودوره السياسي.
جاء ذلك ضمناً كرد على بيان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون حول وفاة “ناتو” “دماغياً”، حيث تضمن التقرير النتائج الرئيسية؛ البيئة الأمنية والسياسية، والتوصيات، لكنها لم تأت مقنعة كما أراد معدو التقرير.
ويعتبر التقرير أن روسيا هي أكبر تحد عسكري للحلف في العقد القادم، والصين كخطر صاعد ستخطف الأضواء بالتأكيد.
وحول ذلك قال السياسي ويس ميتشل: “بات من الواضح تماماً من خلال مشاوراتنا مع الخبراء والحلفاء.. بأن صعود الصين هو أكبر تغيير ذي تبعات في البيئة الإستراتيجية للناتو، وهو تغيير يجب على الحلفاء أن يحسبوا حسابه”.
فيما يتعلق بـ”الملف الأفغاني” يرى التقرير أنه يجب على الحلف، على المدى القصير، أن يتعامل مع مناطق صراع الأكثر سخونة، فمع تعثر مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وبقائها على نسق بطيء، يقول ستولتنبرغ: “إن الناتو سيقرر في شباط الحالي إذا ما كان سيستمر في مهمته هناك للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة، أم سينسحب من أفغانستان بعد حوالي عقدين من الزمان”.
وأفاد الموقع بأن القضية التي أثارت أكبر قدر من الاختلاف طوال السنوات الأربع الماضية ستبقى محور خلافات الحلف، ألا وهي حد الـ 2 %، أي الإبقاء على إنفاق هذه النسبة من إجمالي الناتج المحلي لكل دولة على الدفاع، وفي هذا الصدد قال السياسي الألماني توماس دوميزيير، أثناء خطاب له بمركز تحليل السياسات الأوروبية: “إن إدارة بايدن ستكون أكثر صعوبة بالنسبة لنا، لأن نبرتها ستكون أكثر شفافية”.
من جانبه، يرى الباحث بول تيلور بأن الأمور لن تكون سلسة تماماً مع إدارة بايدن، مشيراً إلى أن ما على الحلفاء توقعه هو أن المفاوضات الصعبة لا تعني بالضرورة عراكاً.
يضيف تيلور: “سيكون الأمر مبنياً على الحقائق نفسها، وعلى الافتراض الأساسي نفسه، بأننا في القارب نفسه، وأننا أقوى سوياً، بمعنى أن أمريكا أقوى مع حلفائها، من أن تكون وحدها، وأن الحلفاء أقوى مع أمريكا، من أن يكونوا لوحدهم”.
وختم التقرير، بأن “ناتو ” يحتاج إلى عملية تكيف سياسي لمواكبة، ما تم إحرازه في المجال العسكري منذ عام 2014.