مازالت سورية تحتل مراتب متقدمة على مستوى العالم بزراعة الزيتون وإنتاجه.. فبالرغم من كل الظروف الاستثنائية والصعبة التي مرت بها البلاد خلال السنوات العشر الماضية من حرب وحصار اقتصادي جائر إلا أن سورية مازالت من الدول الكبرى في مجال زراعة وصناعة الزيتون حيث وصلت سورية قبل عام 2010 إلى مرتبة خامس دولة بالعالم بزراعة وإنتاج الزيتون وأصبحت مرتبتها قبل مرتبة تونس بهذا المجال ووصل عدد أشجار الزيتون المزروعة إلى ما ينوف على 60 مليون شجرة منها 20 مليون شجرة منتجة والباقي في طور الإنتاج، ورغم خروج مساحات هائلة من الأراضي المزروعة بالزيتون والتي لا توجد إحصاءات رسمية تقدر ذلك إلا أن زراعة وإنتاج الزيتون تبقى جزءاً من ثقافة وأولويات المزارع السوري. ولابد أن نلفت في هذا المجال إلى أن إنتاج الزيتون وزيت الزيتون تغيرت مفاهيمه الاقتصادية بسبب سياسة الحصار والتجويع التي تنتهجها الدول المعادية لسورية بحيث حلقت أسعار هذا المنتج عالياً وأصبح اقتناؤه يعز على شريحة واسعة من السوريين وذلك لارتفاع تكاليف الإنتاج إضافة إلى أن مخلفات عصر الزيتون من التفل ارتفعت قيمتها وأسعارها بشكل كبير وأصبحت مادة استراتيجية في تأمين الوقود للتدفئة في فصل الشتاء بعد الحصار على الغاز والمحروقات وتوجه شريحة واسعة من المواطنين لاستخدام بدائل المحروقات والغاز كالحطب والتفل وغيرها من الوسائل التقليدية والبدائية إضافة إلى أغراض أخرى ….. لذلك لم يعد تفل الزيتون منتجاً ثانوياً ليست له أي قيمة.. ومع الضغوطات الاقتصادية الكبيرة خاصة على شريحة المزارعين يطالب منتجو الزيتون أصحاب المعاصر بأن تكون لهم حصة كبيرة من قيمة مخلفات عصر منتجاتهم من الزيتون لتحسين واقعهم الاقتصادي ولدعم العملية الزراعية إلى الأفضل فليس من المنطقي أن يستحوذ أصحاب المعاصر عل كامل مخلفات الزيتون بعد العصر إضافة إلى ذلك يتقاضون أجوراً مالية كبيرة مقابل عصر الزيتون … ويطالب المزارعون بأن تتدخل وزارة الزراعة والاتحاد العام للفلاحين بأن يكون تفل الزيتون هو مقابل أجور العصر … ونتمنى أن يدرس هذا الطلب عند الجهات المختصة لإنصاف منتجي الزيتون ….. ودمتم…