ما لـ “محمد محسن” في ذمتنا
تمّ مؤخراً تداول منشور خاص عرّف بالفنان الموسيقي محمد محسن أو “محمد محسن الناشف” وهو اسمه الحقيقي (1922-2007)، على صفحات الفيس بوك ادّعى كاتبه أنه يسلط الضوء على موسيقي سوري أهمله الإعلام والمؤسسات الثقافية، وجاءت التعليقات كلها تحيي هذا المبدع وتمدحه، وتعترف بأنها لم تكن تسمع به رغم استماعهم لأعماله الغنائية التي لحنها لفنانات وفنانين عرب وبخاصة للفنانة فيروز التي أعطاها خمسة ألحان “سيد الهوى قمري” عام 1971، ثم «جاءت معذبتي»، و«لي فؤاد»، «أحب من الأسماء ما شابه اسمها»، «لو تعلمين» عام 1996.
لكن في الحقيقة، بتعليقاتهم كشفوا عدم متابعتهم، فآخر مرة تم تكريم الموسيقي الراحل عام 2017 ضمن انطلاق نشاط ملتقى دمشق الموسيقي الذي أقيم في المركز الثقافي في« أبو رمانة»، احتفاء بتجربة الراحل محمد محسن والإضاءة على مختلف أعماله الموسيقية في ذكرى مرور عشر سنوات على رحيله وقبل ذلك كرمته أمانة احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية عام 2008 بكتاب حمل عنوان ” محمد محسن: ملحن الكبار” للزميل والباحث أحمد بوبس الذي سلط الضوء على تجربته الفنية وأطيافها، ومن الكتاب نعرف أن الراحل كان بعيداً عن الأضواء الإعلامية كخيار ذاتي، ولذلك نستطيع أن نفهم لماذا لا يعرفه الكثير من الناس، ناهيكم عن أنه قضى شطراً من حياته متنقلاً بين دمشق والقدس والقاهرة وبيروت وقبرص، إلى أن عاد إلى دمشق في الثمانينيات حيث شاء أن تكون مدينة الانطلاق هي مدينة الختام، وكانت مسيرته كمطرب على مسارح دمشق، التي انضم إلى إذاعتها الأولى عند افتتاحها عام 1939. تأثر برياض السنباطي، وكان الراحل أول من عرف النوتة في وقت كان فيه القليل من الملحنين والعازفين العرب يعرفونها، وهو أيضاً من اكتشف في الخمسينيات مطربتين أصبحتا فيما بعد من أهم نجوم الغناء العربي، وهما فايزة أحمد التي لحن لها عدداً من الأغنيات أما المطربة الثانية فكانت وردة الجزائرية.
وثمة تكريم ناله ولم تسعفه صحته على حضوره وهي ندوة أقيمت في المركز الثقافي في مصياف عام 2002 إن لم تخن الذاكرة، وكتبتُ عن وقائعها في هذه الصحيفة، وإن كان المبدع الراحل يستحق تكريمات أخرى كتسمية معهد موسيقي باسمه، لكن مؤسساتنا الإعلامية والثقافية لم تهمله كما ادّعى بعض غير المتابعين.