تساؤلات كثيرة تفرضها نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ظل إنكار دونالد ترامب المهزوم فيها للنتائج التي أكدت فوز جو بايدن فوزاً صريحاً وفق مقاييس معتمدة أمريكياً بغض النظر عن كونها مقاييس ديمقراطية أو استبدادية.
ولعل السؤال الأكثر تداولاً هو: هل سيسلم ترامب مقاليد السلطة في العشرين من كانون الثاني المقبل ويرحل عن البيت الأبيض غير مأسوف على سوء سلوكه بحق الأمريكيين وبحق شعوب العالم أم إنه سيجر أمريكا نحو المجهول ليس من خلال “تعربشه” بالسلطة فقط وإنما من خلال ارتكاب حماقة جديدة أو حماقات قد تشعل حرائق لا يمكن إطفاؤها على المدى المنظور؟
إن تصريحات وزير دفاعه المقال مارك إسبر والسبب الحقيقي وراء استقالته أو إقالته مع عدد من كبار الضباط تشير بشكل واضح إلى أن ترامب لم ينفذ كل “المهام” العدوانية التي تعهد بتنفيذها وخاصة ما يتعلق منها “بضرب” إيران وإشعال المنطقة بحرب تأكل ما تبقى من عوائد النفط وتدمر ما تبقى من بنى تحتية وتقتل مئات الآلاف وتهجير ملايين أخرى من البشر، وهذه “المهمة” القذرة لا يمكن أن يقوم بها سوى رئيس أمريكي مجنون من عيار ترامب في الوقت المستقطع الذي يمكن أن تقرره محاكم أمريكية مختصة بفض النزاعات الانتخابية وتجييرها لصالح رغبات المجمع الصناعي- العسكري التي قد لا تتوافق مع معطيات صناديق الاقتراع.
إن حملة الإقالات والاستقالات في الجيش وفي وكالة الاستخبارات المركزية وفي أمن المعلومات باتت تخيف الأمريكيين أنفسهم قبل أن تخيف غيرهم حيث لم يعد مستبعداً أن يقوم ترامب بتصفية الرئيس المنتخب بايدن وقلب الطاولة على رؤوس من سارع للتهنئة قبل أن يتم “التمييز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود”.
لقد انتهت الانتخابات الأمريكية وتم تحديد الفائز فيها لكن الجدل حول التسليم بنتائجها لم ينته بعد وإن كان المراقبون يتوقعون ألا يستمر ترامب في عناده، ويسلم السلطة لبايدن بعد حملة من المهاترات والاتهامات والفضائح التي تؤكد أن من سيسكن في البيت الأبيض ليس أقل ارتكاباً للموبقات من سابقيه.
مع التأكيد أخيراً أن إيران أو غيرها من دول الممانعة للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي صمدت خلال السنوات السابقة ولن يستطيع ترامب أن يفعل في الوقت المستقطع من حكمه ما عجز عن تحقيقه في سنواته الأربع العجاف.