«لا تلحقني مخطوبة!»
كلنا يعتقد أن ما نحن فيه سينتهي، وستعود الحياة لتصبح ضمن الممكن والمتاح بعد هذا العام أو العيد أو المناسبة.. لكن هذا لم يحدث، وربما لن يحدث، وربما المجال الوحيد المتاح أمام أصحاب القرار هو العمل على مجاراة الأسعار من زاوية الدخول، ولكن هذا لا ندري أيضاً إذا كان سيحصل ومتى وكيف؟
هذه الحال تتسبب بشلل في الحياة يكبر كل يوم، فبنات العشرينيات أصبحن في الثلاثينيات، والأخيرات أصبحن في الأربعينيات.. مع عجز تام عن خرق الإيقاع المفروض على أغلبهن وعلى أهاليهن أيضاً. صحيح أن الناس منذ ما يقارب القرن كانوا يستعيضون عن البراد بـ«النملية» لحفظ الوجبات، وكانوا يغسلون على الأيدي من دون الغسالة، ولكن القصة أنه حتى هذه الأشياء لم تعد متاحة، واستخداماتها تحتاج إلى سياق ليس متاحاً حتى الآن، لكي يسهل استغناء الراغبين في الزواج عن البراد أو الغسالة مثلاً، وفي الوقت ذاته لا يمكن لأي شاب في سن الزواج أن يفعلها ويتزوج في ظل الوضع الحالي، فسعر البراد وحده بالمليون ليرة، وأعلى راتب لم يتجاوز 80 ألف ليرة إلا قليلاً!
وسط هذه الحال ماذا يفعل الشباب؟ ألا يستحق الأمر أن توضع له الخطط الحكومية وتبحث في أمره كما تبحث في تأمين الغاز والمازوت والقمح، ولو كان بالنتائج المتدنية ذاتها؟
في السابق كانت المشكلة الأكبر في اقتناء منزل، أما الآن فكل التفاصيل هي مشكلات، وطالما أن المدى غير منظور لما نحن فيه فهل يصح تجاهل موضوع تمكين الأجيال الشابة من الزواج بخطط عمل تلحظها الجهات المعنية في الحكومة وتعالجها بالشكل الذي يمكّن الشباب من اللحاق بسن الزواج؟
لا أعتقد أن هذا الطلب من ضمن فئة «الفنتازيات»، مادامت هنالك أعمال فنية تغدق عليها الحكومة مبالغ تقارب المليار ليرة، ولا ندري حجم الفائدة التي يمكن أن تقدمها للناس، وبالتأكيد ليست أكثر من إيجاد طريقة لحل مشكلة الشبان في عمر الزواج، لأن الكثير من الصبايا أصبحن يرفعن شعار «لا تلحقني مخطوبة» طالما أنه يتعذر الحصول حتى على «المَدة العربية»!