إعادة اللاجئين السوريين المهجرين من ديارهم بفعل الإرهاب كانت ولا تزال أولوية قصوى لدى الدولة السورية وقد تابع العالم أجمع عودة عشرات الآلاف منهم إلى بيوتهم في القلمون وحوران والغوطة وريفي حماة وإدلب وغيرها من المناطق التي حررها الجيش العربي السوري من “داعش” و”النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية والتسهيلات التي قدمتها الحكومة من وسائط نقل ومواد إغاثية وتجهيز للبنى التحتية وكذلك تأمين أماكن الإقامة المؤقتة لمن تهدمت بيوتهم رغم كل ما تعانيه الدولة من صعوبات اقتصادية بسبب “العقوبات” غير القانونية التي تفرضها أمريكا والدول الأوروبية والتي طالت كل شيء بما في ذلك رغيف الخبز، أضف إلى هذا وذاك عرقلة الدول التي تستثمر مآسي اللاجئين مثل تركيا وغيرها والتي حولت مخيمات اللاجئين إلى خزانات بشرية رافدة للمتطرفين والإرهابيين وزجهم في مغامرات أردوغانية ضد سورية و العراق وليبيا وفي ناغورني قره باغ وربما في عمليات إرهابية داخل بلدان أوروبية دفعت المليارات لأردوغان لتشجيع بعض السوريين على اللجوء وتدريب الشباب منهم على السلاح العابر للحدود والأغراض والأهداف ولكل القيم الإنسانية، فيما تخضع النساء إلى كل أنواع الابتزاز الأخلاقي للحصول على المواد الإغاثية والإنسانية مع تفاقم ظاهرة المتاجرة بـ”الرقيق الأبيض” وتجارة الأعضاء وغيرها من مظاهر مرفوضة أخلاقياً وإنسانياً.
إن الدولة السورية ومعها روسيا وغيرها من الأصدقاء يسعون بكل ثقة لعقد المؤتمر الدولي للاجئين ويأملون من كل الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين المساهمة إيجابياً في إنجاح المؤتمر، لأن كل من يعرقله إنما يمنع ملايين من هؤلاء من استعادة حقهم في حياة كريمة فوق تراب بلادهم وفي بيوتهم.
إن عرقلة الجهود التي تبذلها سورية وروسيا في هذا الإطار ومن أي دولة كانت هي إصرار على إطالة الأزمة واستثمار في آلام البشر وتغذية لأسواق النخاسة والإرهاب ونشر الفوضى، ومن المفترض من كل الدول التي تفرض الإجراءات القسرية أحادية الجانب على الشعب السوري أن تكف عن تلك الإجراءات الظالمة التي تتنافى مع أبسط القواعد الأخلاقية والإنسانية، مع التأكيد أن سورية لن تدخر جهدا لإعادة اللاجئين إلى وطنهم وهي في هذا الإطار تقدم خدمات كبيرة لا يقدرها إلا من اكتوى بنار الغربة والإرهاب، ومع الإشارة إلى أن نار الإرهاب لن توفر أحداً بمن في ذلك الذين استثمروا في آلام اللاجئين وفي نقل الإرهابيين من مكان إلى آخر.