أعلنها وزير النفط والثروة المعدنية أننا نعاني نقصاً في الموارد, بسبب الحرب والحصار الاقتصادي الظالم, وسرقة مواردنا من قبل الاحتلال الأمريكي والتركي ومن يسير في ركبهم من خونة الوطن , وبالتالي نحن نعيش أزمات , وليس أزمة واحدة , وما يحصل لأزمة المحروقات شيء من هذا القبيل, لذا مسعانا وإجراءاتنا تصب في كيفية إدارة نقص المادة
بالتأكيد لا نختلف مع الوزير في هذا الكلام , وإدارة النقص هذه تحتاج بيئة إدارية ناجحة قادرة على تحريك المادة وتوزيعها بشكل يحقق الغاية والهدف بصورة تسمح بنجاح إدارة النقص
لكن ما يحصل على أرض الواقع , ومشاهدة طوابير الآليات على محطات الوقود يشير الى أن إدارة النقص شعار جديد تختبئ خلفه إدارات فاشلة تربك الموارد , وتضيف أزمات جديدة , بدليل أننا نعيش سلسلة أزمات وحالات ازدحام (غاز – مازوت – سكر ورز- بنزين – رغيف الخبز..) والقادم أعظم وفق مؤشرات إدارة النقص هذه..!؟
إذاً حالة النقص في الموارد الأساسية فرضت على الحكومة الماضية التفكير بهذه الإدارة , من دون الوصول الى حلول لها , بل تضاعفت الأزمات , وتضاعفت معها حاجة المواطن لأبسط مقومات معيشته اليومية, واستمرار الحكومة الحالية بالإدارة نفسها يزيد (الطين بلة) وينذر بمخاطر كبيرة , وخاصة فيما يتعلق بمشروع البطاقة الالكترونية التي كانت أكثر ذكاء من أهلها بدليل طوابير المواطنين على منافذ السورية للتجارة للحصول على المقنن , وطوابير أخرى على الأفران , وبالتالي كل هذا النجاح يندرج ضمن إطار إدارة نقص الموارد!
والسؤال الذي يفرض نفسه على بساط الحديث , إذا كانت نتائج إدارة النقص ,هذه الطوابير , وحالات الازدحام على المنافذ , والانتظار لساعات طويلة للحصول على مادة الرغيف والسكر والرز واليوم البنزين , (وما أدراك ما القادم), فما الذي سيحصل عند إدارة الوفرة في المواد .!؟
هل يشعر المواطن بالارتياح والسهولة في تأمين معيشته اليومية؟ وهل هناك تحسن للدخل؟ وهل تفرض إدارة الوفرة استقراراً في السوق وحالة الرضى والقبول من الجميع..؟ وهل تفتح الأبواب لدخول الانتهازيين للسرقة وإفشال إدارة الوفرة , كما هو الحال في النقص؟
الإدارة لا تتجزأ وما يحصل سوء تخطيط وتنفيذ , واستخدام أدوات وكوادر غير مؤهلة لإدارة أزمات كهذه , وما نحتاجه إدارات تتقن فن إدارة الموارد في حالة النقص والوفرة, وليس إدارات تبدع في (تفريخ) الأزمات وفرض حالة الفوضى بقصد تحقيق مكاسب مادية وشخصية لقوى تتحكم بمقدرات مواردنا , وما يحصل اليوم ينطبق تماماً مع ما نقول والخاسر الوحيد الوطن والشرفاء فيه.!
Issa.samy68@gmail.com