لوحة الرمال المتحركة
اللهاث وراء الحقيقة .. يشبه السير فوق الرمال المتحركة .. تبتلعك التفاصيل والكلمات وترى الناس ..كلّ يتخفى وراء حجر يعتبره جبلاً ؟!ّ فكيف تقيّم مايحدث حولك من أشياء ؟ كيف تستند على معايير لتقول هذا خطأ وهذا صحيح ؟!
غابت الحقيقة وكأنها سقطت في البحر .. ولم تعد قادرة على التنفس .. وغرقت .. وظن الناس أن غياب الشمس سيجعل الظلام واقعاً وحالة تتأقلم معها العيون والأرواح ؟!
لكن الرسام لم يقبل بأن يقضي ما تبقى له من ليالٍ داخل صورة باهتة بلا ألوان . .صنع فجراً وأخرج الشمس من أسرها .. وتعالت الأنوار في فضاءات السماء ومابين الدهشة والذهول انزاحت الستارة عن مشهد جماعي يقف فيه الناس وجهاً لوجه من دون مراوغة أو نفاق .. وتلعثمت الكلمات لكن ثمة من كان حاضراً يحمل السجلات .. وبينما كانت تتساقط الوجوه خجلاً من أفعالها أسند الرسام ظهره الى السفينة وقال : من كان في قلبه ذرة أمل فليركب معنا وسيقوده صدقه وإخلاصه إلى الحقيقة ونادى منادٍ هل أنتم مستعدون للسفر؟
طافت السفينة في البحور السبعة وفي ليلة سوداء كالحة .. ظنّ الركاب أنها الأخيرة .. انشرح القلب بمعرفة أن الحياة قصة غير مكتملة والبقية في عالم الغيب والشهادة.
عندما يمتلئ القلب بالمعرفة والعقل بالحكمة لا تحتاج جواز سفر لتصل الى الحقيقة ..انظر في قلبك بإخلاص سترى الحقيقة ..لكن دع عنك غرورك واغتسل من الكذب والنفاق وعندها تصبح أهلاً للنطق بالحقيقة.
أصبح النهر يجري بماء رقراق كالفضة المذابة .. اخلع نعليك واغتسل من ذنوبك وسيشهد صدقك فجراً آخر.