رجلٌ يُعادل مئة !

لا تشبه صفحة القاص محمد عزوز “مواليد القدموس 1958” في فيسبوك، غيرها من الصفحات، ولا مبالغة لو قلنا : إن الرجل ينشر ويُوثق يومياً لأدباء سورية والعالم، أكثر مما تقوم به جهات ثقافية، مدعومة بالكوادر والإمكانيات، وهذا ليس إلا جزءاً من نشاط أوسع، يعرفه أبناء مدينته “سلميّة” جيداً.
عام 1993 بدأ عزوز تجربته مع الصالون الأدبي، والذي أصبح خلال سنوات، أحد أهم الفعاليات الثقافية في مدينة تتزاحم فيها أسماء المؤرخين والباحثين والشعراء، ويمكن لمتتبعي جَلَساته، الانتباه إلى زواره من مختلف المحافظات السورية، من المهتمين بالأدب والفنون كالنقاد والمسرحيين والتشكيليين، وغيرهم، يجتمعون ويناقشون نتاجات الأعضاء والضيوف، والإصدارات الجديدة لأدباء المدينة وغيرهم إضافة إلى استعراض أهم الأخبار الأدبية محلياً وعربياً وعالمياً.
ومع أن الظروف الأمنية كانت سبباً في توقف النشاطات الثقافية في “سلميّة” عدة مرات، إلا أنها كانت تعود إلى حراكها سريعاً، وهو ما ينسحب على الوضع الحالي، حيث توقفت لقاءات الصالون بسبب وباء “كورونا”، وما رافقه مؤخراً من ارتفاع في درجات الحرارة وانقطاعات طويلة للكهرباء، حسبما قاله عزوز في صفحته، على أن تكون العودة بعد انحسار موجة الحر تماماً، مع ضمان تباعد مناسب للمرحلة الراهنة.
اللافت في تجربة محمد عزوز، إصراره على التعاطي اليومي مع العمل الثقافي، مهما تطلّب ذلك من جهد للحصول على المعلومة الصحيحة، أيّاً كان مصدرها، ولَكُم أن تتخيلوا ذلك بمجرد الاطلاع على ما يكتبه ويؤرّخ له، ويصعب حصره هنا، والحق أنه صاحب فضل على كثير من المهتمين بالتوثيق، وأنا منهم، ولو أمكنت الموازنة بينه وبعض الأسماء المعنية بالعمل الثقافي في مؤسساتنا مجتمعة، لرجحت كَفتُه دونما شك !.
صدر للقاص محمد عزوز ست مجموعات قصصية هي: (ويبدأ الهمس، زاروب العين، قرط خدوج، حروف الدمع، جدراني أولى، نفياً منفيا)، ومجموعة لليافعين بعنوان (بناء سلميّة)، وكتاب بحثي بعنوان ( شعراء سلميّة جزء 1) وفي الجعبة أعمال أخرى عديدة تنتظر الفرصة المناسبة لطباعتها، منها مجموعة شعرية وكتاب (راحلون في الذاكرة) و(أوراق قدموسيّة)، ولديه في منزله أرشيف ضخم ومكتبة تعتبر من أغنى المكتبات في مدينته “سلميّة”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار