أول غيث الزراعة
لا شك أن قرار المصرف الزراعي باستئناف القروض لأصحاب المنشآت والدواجن أنقذ آلاف المنشآت من الموت المحتم ,بعد أن أشارت كل الدلائل إلى انهيار هذا القطاع وخاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل خرافي والتبعات دائماً وأبداً يتحملها فقراء الناس.
من المعروف أن مادة ( البيض ) ليست وحدها التي خرجت من مفردات احتياجاتنا اليومية ، وإنما هي مادة تضاف إلى قائمة طويلة من المواد الرئيسة من وجباتنا اليومية حذفت كاللحمة والفروج وووو….. ، ويعزو أصحاب الاختصاص أن هذا الواقع البائس لقطاع الدواجن وارتفاع أسعار منتجاته يعود بالدرجة الأولى إلى الغلاء الفاحش للأعلاف المستوردة وكذلك الأدوية البيطرية ومختلف مستلزمات الإنتاج ,فهذه العوامل مجتمعة تسببت بخروج عددد كبير من تلك المنشآت عن الخدمة ..
ولأن هذا القطاع من أكثر القطاعات التي تتعلق بلقمة المواطن اليومية، الذي ليس بمقدوره الاستغناء عن مادة البيض اليومية أو حتى الفروج وفي الوقت نفسه عاجز عن شرائها لارتفاع أسعارها ، ناهيك عن الأعباء اليومية وتفاصيل حياتية تقصم الظهر.
أمام هذه الصورة أتى قرار استئناف القروض كأول الغيث من الإدارة الجديدة في الزراعة, ودعم للمربين وخاصة الذين خرجوا من دائرة الإنتاج ,وبموجب تقديم القروض يمكنهم العودة للعمل مع هامش ربحي يساعدهم على تثبيتهم في قراهم ، والأهم سيساهم في زيادة العرض والإنتاجية ,الأمر الذي سينعكس على تخفيض الأسعار..
لكن تبقى الأولوية العمل على تأمين الأعلاف البديلة والرقابة على الإنتاجية بالسعر المناسب للمواطن ، فهل نشهد تحسناً ملموساً على واقع هذا القطاع الذي سينعكس بالإيجاب على المواطن أولاً وعلى اقتصاد البلد ككل ؟! هذا ما نتمناه على أمل خطوات عملية في باقي حلقات أمننا الغذائي..