إذا كنت تجيد السخرية –وبطلاقة- فأنت تنتمي للقرن «21»… جملة قرأتها واستملكت أدوات عقلي الباطني لأيام وأفرزت استنباطات ومقاربات ساخرة تجاري محتواها العام.
السخرية والتهكم وإطلاق «النكات» والــ«هههه» على مدار الساعة الافتراضية في «السوشيال ميديا» وساعاتنا الواقعية, هل باتت كلمة مرور للحياة اليومية؟؟
اليوميات التي باتت كثمار السفرجل كل ساعة تمر فيها بغصة، أليس من الواجب علينا فيها تقبل كل الردود الساخرة والانطباعات الضاحكة على أنها ردود مشروعة, وواقع الحال مفضوح المعالم تكلله عناوين أزمات متوارثة ومتجددة, ماعاد فيها رب الأسرة قادراً على احتوائها أو الالتفاف حولها والخروج بـ«جزدان» سليم الجيوب فيه مايكفي من مصروف يقيه شر السؤال لآخر الأسبوع.
لذلك ومادام واقع الحال «سفرجلياً», لمَ لا يتم تقبل النكتة أياً كانت الحنجرة المصدرة لها؟؟
النكتة التي قال فيها المختصون: إنها تنبع من شخصية تتمتع بالذكاء تحلل المواقف والأشخاص وتفرض الحلول الخيالية المضحكة (ربما) إلا أنها بالشكل العام تعد حلاً ساخراً لمشكلات خارج نطاق الحل، لذلك, فيامرحبا بها مادامت مبنية على حل -حتى ولو كان افتراضياً- و إن كانت من مواطن عادي أو مدعومة بفم مسؤول، بينما يعدها البعض الآخر شكلاً من أشكال العطف والحب، فالنكتة مجرد مزحة للتخفيف عن ضغط الأيام والمواقف العصيبة ووسيلة مضمونة للبقاء «قيد ابتسام», وعليه فهي أيضاً مرحب بها وبتصريحات السادة المعنيين الذين يجتهدون لشحن عواطفنا القادرة على «تفقيس» ما أمكن من «صيصان حبية» وضخ الحب في أروقة صدورنا, كما تضخ الكازية الوقود في صهريج أفئدتنا.
وهناك أيضا من يعد النكات الساخرة التي تصل حد التهكم الجارح أنها «بلطجة» وشكل من أشكال العداوة اللاشعورية والاضطراب, وهذا النوع غريب عن يومياتنا, ولا مثال في ذهني يسعفني لشرح كيف يمكن أن تكون البلطجة عبارة عن «تصريح مسؤول».