كيف يبدو المشهد السياسي والميداني في منطقة الشرق الأوسط، في ضوء الصراعات الآخذة في التصاعد، لتمس بالتالي الوضع العالمي في صراع نفوذ واستثمارات بين الدول الكبرى؟.. الكل يجمع أنه لا نية لحرب عالمية جديدة حتى ولو كانت على مستوى ضيق ومحدود، لكن بالمقابل الكل يجمع أيضاً أنه إذا انزلقت الأحداث والتطورات إلى مواجهة ليست في الحسبان، فإن انفجارات كبيرة وخطيرة قد تعصف بالعالم برمته، على اعتبار أن الأحداث في إطارها الإقليمي، أو المحدود قد لا تنفصل عن إطارها العام، وهو ما “تحبل” به المنطقة من عواصف ولاسيما في شرقي المتوسط، وتصاعد حدة الممارسات العدائية الأمريكية والتي تخدم في النهاية المصلحة الإسرائيلية، والأمر نفسه ينسحب على تصاعد حدة ممارسات النظام التركي العدائية على أكثر من صعيد وفي أكثر من جهة، وما يترتب على ذلك من تداعيت خطرة.
ومن ذلك نجد أن الأوضاع في المنطقة على شفير هاوية إن لم يكن على سطح ساخن، وكلها تحتاج إلى مراجعات جذرية وخيارات واقعية بعيداً عن الكوارث والصراعات التي لا تخدم الاستقرار والأمن بقدر ما تصب في خلق المزيد من التوترات والفوضى، إذا ما رافقتها تفجيرات، تشكل الاستفزازات مقدمتها الموضوعية، ولا يمكن تجنبها إلا بتداركها ذاتياً على أمل أن تتضح أكثر فأكثر مصالح واهتمامات هذه الدول والقوى والمحاور لضمان أمن وسلامة العالم بقرارات جريئة وناضجة على أساس أن التفاهمات أفضل بكثير من قرقعة السلاح والتفجيرات المخيبة للآمال، والرهانات الطائشة.