هل يستطيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يسوّق نفسه “كرجل سلام” أم إن ادعاءاته باتت مكشوفة للأمريكيين ولغيرهم؟
لقد كشفت استطلاعات الرأي في أمريكا تراجعاً في شعبية ترامب، وخطورة الأمر بالنسبة له أن هذه الاستطلاعات أجريت قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية وبالتالي فقد كان لزاماً عليه تسويق نفسه من البوابة الإسرائيلية والادعاء بأنه وراء اتفاقيات سلام تساهم في “تبريد الصراع” في منطقة الشرق الأوسط مع أنه يعلم علم اليقين أن عملية السلام لا يمكن أن تكتمل إلا إذا قامت وفق أسس باتت معروفة وأولها تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالصراع العربي- الإسرائيلي وانسحاب “إسرائيل” إلى خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وفق قراري مجلس الأمن 242 و338 وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعدم الاعتراف بكل إجراءات “الضم الإسرائيلية” أو بناء المستوطنات.. وكل ذلك في واد (وسلام ترامب) في واد آخر، فقد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مخالفاً بذلك قراراً واضحاً لمجلس الأمن، ويشجع الكيان الإسرائيلي على قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وارتكاب الجرائم المتتالية بحق الفلسطينيين.
وبالتالي فإن ترامب لا يبرد النار في المنطقة وإنما يوهم العالم بأن إطفاء النيران يمكن أن تتم بتغطيتها بالقش. ومن ثم فإن ترامب هذا لم ولن يكون رجل سلام ولن يستطيع الاستمرار في خديعة الأمريكيين وفي خديعة غيرهم ولن يكون فوزه في الانتخابات القادمة (إن حصل) إلا دليل آخر على تحكم شركات السلاح والشركات المتعددة الجنسيات وتحكم أصحاب رؤوس الأموال بتنصيب الرؤساء وتبييض أعمالهم وسياساتهم القذرة.
إن ترامب ونتنياهو وبومبيو ليسوا رجال سلام وإنما لصوص حقيقيون لأنهم يريدون سرقة حقوق الفلسطينيين وخلط الأوراق ومحاربة كل من يريد السلام العادل الذي يعيد الأرض والحقوق إلى أصحابها.