استأثرت زيارة الوفد الوزاري الروسي رفيع المستوى إلى دمشق مؤخراً والمباحثات التي أجراها مع القيادة السورية باهتمام لافت لدى الأوساط السياسية الدولية، وخاصة لجهة إعادة تأكيد المواقف السياسية الروسية إلى جانب سورية سياسياً وعسكرياً، والعزم على مساعدتها اقتصادياً لمواجهة الإجراءات الأمريكية غير الشرعية بحق الشعب السوري.
اهتمام وتحليل ومتابعة كانت متوقعة من كل المهتمين بالشأن السوري، ولاسيما في هذا التوقيت عشية اجتماعات لجنة مناقشة الدستور والأجواء الايجابية التي سادت نوعاً ما، فضلاً عما شهدته العاصمة الروسية مؤخراً من تحركات.
اجتماعات ومباحثات إيجابية اتسمت بالعمق والشمولية، وكانت على غاية من الصراحة والعمق، أخذت طابعاً سياسياً واقتصادياً،وحملت أوجهاً عدة، منها ما يتعلق بالتأكيد الروسي على الاستمرار في دعم سورية، فضلاً عن البحث عن حلول لمواجهة الحصار الاقتصادي الظالم وكسره، وكان لافتاً ومهماً ما أكده نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف حين قال:”العزل الاقتصادي والعقوبات على سورية لسبب مواقف غير بناءة للإدارة الأمريكية وحلفائها، ونعمل حالياً على خرق هدا الحصار المفروض”.
إلى جانب هذا كان الحديث السوري شاكراً وواضحاً أيضاً، فهو إذ يقدر ويثمن المواقف والدعم الروسي، فإنه لن يدخّر جهداً أو وقتاً للمضي باتجاه تحقيق كل ما يضمن حقوق الشعب السوري، حقوق ومسلمات ليست محل نقاش،وكل شيء بأوانه وفق الرؤية والتوقيت السوريين المناسبين.
القادم من الوقت سيظهر النتائج على الأرض، ولاشك أن المطلوب في هذه الفترة الضاغطة سيكون كبيراً، وقد تبدو المهمة صعبة،لأن سورية قد تتعرض لمزيد من الضغوط العدوانية الغربية ولاسيما الأمريكية، لكنها قابلة للتجاوز بمساعدة الحلفاء وحكمة القيادة السياسية السورية.
يقيناً الفترة التي تفصلنا عن الانتخابات الأمريكية ستكون ضاغطة، تدرك سورية وحلفاؤها ذلك لذلك كانت اجتماعات دمشق تأخذ هذا بالاعتبار، وإذا كان الوفد الروسي قد قال كلمته فإن دمشق جددت مواقفها، ولسان حالها يقول، ليس الأمر جديداً، بل سيدفعنا إلى مزيد من الحزم لمواجهة الضغوط، من دون التنازل عن أي من الحقوق أو ترك أي أمر معلقاً ومحل ابتزاز.