الموسم المؤلم

يبدو أن «موسم» الحرائق هذا العام مؤلم إلى حد الفجيعة لجهة الأضرار الكبيرة التي لحقت بالأشجار الحراجية والمساحات الواسعة التي أتت عليها النيران والمناطق التي لم يمسسها السوء يوماً والقضاء عليها بشكلٍ تام في بعض المناطق على التوازن البيئي، خاصة أن النيران التهمت مئات الدونمات من الغابات التي تضم الأشجار المعمرة، ونفوق الكثير من الحيوانات البرية التي كانت تسمع أصواتها وهي تتألم من النار، وهذا حدث في كل المحميات الطبيعية التي كانت هدفاً للنار.
أثناء متابعتي الحرائق في طرطوس في الأعوام الأخيرة، واللقاءات التي أجريتها مع دائرة الحراج في زراعة طرطوس وفوج الإطفاء، كانت أهم العقبات التي تؤخر وصول فرق الإطفاء إلى الحريق عدم وجود طرق ضمن الغابات، وإن وجدت فهي ضيقة لا تتسع لسيارات إطفاء من الحجم الكبير، ومشكلة أخرى هي عدم وجود طرق زراعية في كثير من الأحيان تسمح بالوصول إلى الغابة، مع رفض أصحاب الحيازات القريبة من الغابة فتح الطرقات.
منذ أعوام وفوج الإطفاء ودائرة الحراج يطالبون بسيارات أقل ضخامة من الموجودة حالياً، وأكثر رشاقة في الحركة والسرعة والمناورة أيضاً.. هذه كانت مطالب ملحة نشرتها «تشرين» على مدى أعوام سابقة لكن..!
ليس الوقت الآن للعتاب أو الحساب؛ الوقت هو لتضافر الجهود من أجل السيطرة على الحرائق التي تنتقل من مكان إلى آخر لتحدث الكثير من الأضرار والخسائر مع ضحالة إمكانات فرق الإطفاء ووعورة المناطق والغابات إن كان في منطقة الغاب أو الجبال القريبة من مصياف.
بعدها يجب مساءلة من فرّط بالطيران الزراعي إن كان لرش المبيدات أو المساهمة في إطفاء الحرائق، ومن أوصل مديريات الحراج وأفواج الإطفاء إلى شبه عجائز.. رغم الجهود الكبيرة التي يبذلونها سنوياً، فهذا الكادر البشري الجبار يحتاج آليات حديثة تساعده في الإسراع بتنفيذ مهامه، وبعدها أيضاً يمكن مساءلة مخافر الحراج إن كانت تقوم بعملها في مراقبة التحطيب والتفحيم والمراقبة!؟.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار