تحدثت قناة “يورونيوز” الأسبوع الماضي عن فيلم وثائقي موضوعه “نرجسي خبيث” اعتمد على شهادات خبراء في علم النفس, وبدأ عرضه على منصات البث التدفقي بعنوان “غير مؤهل.. التحليل النفسي لدونالد ترامب”, ويؤكد أصحاب الفيلم عدم وجود دوافع سياسية وراء الفيلم, وأنه مجرد تصوير لحقائق طبية علمية تؤكد أن ترامب مصاب بحالة “النرجسية الخبيثة”, حيث تظهر عليه عوارض هذا المرض بشكل جلي, وهي “البارانويا, واضطراب الشخصية المعادي للمجتمع, والسادية, وكلها عوارض اضطراب الشخصية الأكثر تدميراً”.
ويقول عالم النفس جون غارتنز: “إن هذا النوع من القادة يظهر على مدار التاريخ, وهم دائماً مدمرون بشكل غير اعتيادي, وهذا ما ينطبق على هتلر وموسوليني وفرانكو.. و الآن على ترامب”!
شهادات علماء النفس في الفيلم تؤكد أن ترامب “معتل عقلياً” و”يشكل خطراً جسيماً”, وعندما تكون هذه النتيجة تشخيصاً علمياً لا علاقة له بالحملات الانتخابية يصبح الأمر نذيراً بخطورة هذا الرجل على مستقبل بلاده وعلى أمن العالم, وخاصة أنه يملك قرار أكبر جيوش العالم وأعظم اقتصاداته, والاستزادة منه عبر إعادة انتخابه كمن يستزيد من الاندفاع نحو الهاوية, فهل يتورط الأميركيون بمثل هذا الانتحار؟!
وحسب علماء النفس, فإن من يصر على الاندفاع نحو الهاوية هو معتل أيضاً, رغم أنه ليس أقل اضطراباً ممن يفتح الطريق نحو الهاوية. ومن يتمسك بفاشل مستهتر بصحة شعبه, كما فعل ترامب في بداية كورونا, وغير عابئ بوحدة شعبه كما فعل في قضية فلوري, وبمعنى أمته, ومستقبل العالم.
من يتمسك بالفاشل, غير المؤهل, هو أكثر اضطراباً وخطورة على نفسه وعلى بلده.. لذلك فإن المزيد من ترامب, بإعادة انتخابه ليس علاجاً من بلاوي ترامب, بل هو جنون الاندفاع نحو الهاوية.. لأن من يلحق المعتل يصل للخراب والدمار .. حتى لو كان دولة عظمى..