زهرة الريح .. وتبقى الجبال
تتكرر اللقاءات.. تتكرر الوعود !
قبل أن أصبح نائباً في البرلمان قمت بجولات كثيرة على القرى والبلدات والأحياء ..وقطعت لهم وعوداً كثيرة بأن صوتي سيمزق حجب الظلام وسيفضح المتآمرين على لقمة الشعب ..ولن أدخر جهداً بالضرب بيد من حديد على رؤوس تلك الضباع والذئاب التي تهاجم أرض الحب والياسمين (الشام ) وتتوالى الأحداث …
هي مجموعة قصص وقصائد شعرية يكشف الكاتب بديع صقور فصولها في كتابه “زهرة الريح ..وتبقى الجبال” الصادر عن وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب وتستوقفني فيها قصة (نائب البرلمان) حيث يتابع القصة التي بدأنا فيها فيقول :
في قرية الفجر قاطعتني إحدى الجدات :
“ولك”ياستي ماشايف هالشغلات كثيرة عليك ؟ الله يرحمك يادالي موسى منذ سنين بعيدة رشح نفسه على “البلمان”ولما التقيته على درب العين سألته …ولك عمتي شو بدك تقدم لنا؟ هذه للكبار وليست لنا .لا أحد يعرفك ياعمتي ..وأعتقد بأنك لن تنجح إلا إذا ..أ.أ .. نجحت … ويجيبها دالي موسى – عمتي خضيرة …أعدك ووعد الحر دين إذا أعطيتني صوتك …نجحت أو لم أنجح فسوف لن أنسى لك هذا الجميل وأقسم لك إنني سوف أرقص وأغني لأولادك في أعراسهم جميعاً…وإذا ما قضى الله وأخذ أمانته منك ,قبل مني …سأغني لك مواويل حتى أبكي الحجر والمشيعين …
وتتنهد الجدة خضيرة .. ياحسرتي أخذ أمانته منذ سنوات ..لقد كان طيباً دالي موسى ..ويتابع الكاتب مع الجدة خضيرة : فعلاً ياستي كان “دبيكاً” وماهراً وتشهد له قريتنا وكل القرى المجاورة وكان أيضاً عليه صوت خزاة العين يرمي الطائر من كبد السماء …رحمك الله يا دالي موسى .
وقبل أن نغادر …مددت يدي وسلمت على جدتي خضيرة وأقسمت لها إنني سأغني وأغني حتى أقلب الدنيا على رأس الفاسدين …سأغني وأغني حتى يعود الحق الى أهله .
“غنّ ولك ستي غنّ حتى تشبع “؟!
وتركنا قرية الفجر في ذلك الغروب الماطر أنا ومالك ومنيرة لنكمل الدرب الى قرى أخرى لإقناع أهلها بضرورة إعطائنا أصواتهم للوصول الى البرلمان ومتابعة طريق النضال والهتافات والوعود الباهرة . ثم يصمت الكاتب منهياً قصته بتوقيع ( زهرة الريح) .