إشارات درامية

1
في ظل تراجع مستوى الدراما التلفزيونية السورية التي أنتجت مؤخراً، يفترض أن تتوجه المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، أو أية شركة قطاع خاص لإنتاج الدراما تحترم ذاتها، لتكليف الكتّاب الذين بات مشهوداً لهم بسوية عالية فيما كتبوا سابقاً مما أُنتج. والمقصود هؤلاء المسكونين بهمّ المجتمع، حتى لو لم نرَ لبعضهم سوى مسلسل واحد ، لكنه فرض نفسه ككاتب مشغول بقضايا مجتمعه وتحولاته، فقدّم مسلسلاً تضمّن رسائل فكرية تنويرية احترمت عقولنا كمشاهدين، وصلتنا بحوامل فنية متقنة، فحققت لنا المتعة والفائدة المرجوة من أي عمل إبداعي، من أمثال الكاتب ” أسامة إبراهيم” صاحب مسلسل ” رياح الخماسين” الذي أخرجه الفنان هشام شربتجي، والذي كان مسلسلاً مليئاً بخطاب متعدد الرسائل، في طليعتها حراسة القيم الإنسانية التي إن تخلينا عنها ينهار المجتمع.
2
ومن التجارب المهمة أيضاً، تجربة الكتابة الدرامية المشتركة التي تفرّدت للكاتبين “حسن سامي يوسف، ونجيب نصير”، وتعاونهما الذي أسفر عن مسلسلات عدة ضمن مشروعها في تقديم دراما معمقة ومغمّسة بهموم وقضايا أوسع شريحة اجتماعية، منذ مسلسل (أسرار المدينة)، ففي مسلسلاتهما رصدٌ لتحولات الشخصيات من حالة الفقر إلى حالة الغنى، على الصعيد الأخلاقي والسلوكي، والتحذير من سلطة المال على النفس البشرية، وإن السعادة لا تتحقق على حساب فقداننا إنسانيتنا. كما كرّسا في أعمالهما سعيهما نحو تحرير مجتمعنا مما هو بائد من أنماط تفكير وسلوك بخاصة تجاه المرأة، من خلال شخصيات ذكورية إيجابية متحررة من التعامل مع المرأة على أنها من ممتلكاتها.
3
ونأمل من تجربة مشتركة أخرى، هي تجربة الكاتبين “علي وجيه ويامن الحجلي” التي دفعتنا للتفاؤل بولادة ثنائي آخر على غرار ما حققه نجاح ثنائي “يوسف ونصير”، وذلك بعد عملها الأول (عناية مشددة)، لكن للأسف لم يكن تفاؤلنا بمكانه إذ لاحظ كثيرون أن ما تلا من أعمال (أحمر، وهوا أصفر) أن مستوى الإتقان الدرامي قد تراجع فيها، لكثرة نقاط الضعف فيها، ولحشوها بخطوط وأحداث غير مقنعة، ما هبط بمستوى العملين درامياً. ولذلك نأمل أن نشهد لهما استعادة تألق في مسلسلهما الجديد “على صفيح ساخن” الذي بدأت أخبار تصويره بالتداول في بعض المواقع الإعلامية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار