لففت بطاقتي بمحارم ناعمة حتى لا تخدش.. بطاقتي لن أذكر لكم صفاتها خوفاً من الحسد و(ضربة العين) لكن يمكن أن أوضح لكم الخدمات التي تقدمها.. باختصار هي ساحرة.. لها من اسمها نصيب.. تماماً كالنصيب الذي تحمله الشركة المصدرة..
المهم بعد كل هذا الدلال لها تأبطت ذراع زوجتي بكل فخر واعتزاز.. لمَ لا.. وبطاقتي مفعلة.. ومدللة.. اتجهنا إلى إحدى صالات (التدخل الايجابي).. كانت الصالة الأولى خالية من أي شيء إلا من موظفين اثنين.. سألنا عن مخصصاتنا: لا يوجد.. متى سيرسلون لكم (الشحنة).. لا نعلم..؟
بدأ القلق ينتابني من (الخجلة) أمام زوجتي.. ذهبنا الى الصالة الثانية. وليتنا لم نفعل لان النتيجة نفسها.. وفي محاولة للملمة نفسي طلبت من زوجتي العودة الى المنزل وأنا سأتدبر الأمر.. المهم وباختصار (درت.. مررت) على ست صالات من الغمقة الغربية وحتى البنك العربي.. واحدة فقط هي التي تتوفر فيها (مؤونة) بطاقتي.. لكن الازدحام كان شديداً والبرد يلسع وجهي.. ولأنني لا أتحمل البرد عدت أدراجي.. وإذ بصالة أخرى يلملم عمالها بقايا الرز والسكر.. (خلصنا) و«الرزق على الله..»..
اتصلت بمدير «السورية للتجارة» في طرطوس.. قال: قد يحصل بعض التأخير في وصول البضاعة إلى الصالات.. لكن يومياً نرسل سكراً ورزاً وشاياً إلى جميع الصالات.. ونفى أن يكون هناك نقص في المواد..
في طريق عودتي مررت إلى الصالتين اللتين زرتهما صباحاً.. الأولى: رفض مدير الصالة البيع لأن العمال يقومون بوزن المواد ويخاف أن يحصل لديه نقص يغرمونه بقيمته.. وقد (وعد الزبائن في الثامنة والنصف من صباح اليوم الثاني) ومن يعلم قد يكون فعلاً قام بالبيع لبعض الخاصة حتى لا يقفوا على الدور.. أما الثانية فقد بقيت فارغة إلا من الموظفين الاثنين.. وهي على هذه الحال من يوم الأربعاء الفائت الى يوم الأحد كما ذكروا لنا..
المهم عدت بأمان.. وبطاقتي نظيفة من دون أن يمسسها أحد غيري.. وأنا أطابق واقع الصالات مع كلام المدير.. صرخت: «حسبي الله ونعم الوكيل»..!!؟