الرئيس الدودة..!
دفعت شركة بريطانية في مزاد علني العام الماضي آلاف الدولارات لتكسب امتياز تسمية «دودة»، «الدودة» التي صار اسمها، بين يوم واكتشاف، (دونالد ترامب)، وعند سؤال الشركة البريطانية عن سبب دفع الأموال مقابل إطلاق اسم الرئيس الأمريكي ترامب على «دودة»! قالت الـ«أنفايروبيلد»، شركة المواد البريطانية، لأن ترامب والـ«دودة» يتقاسمان السلوك نفسه، كلاهما يطمر رأسه في التراب، وكلاهما أعمى، ولكي يتذكر الناس أفعال ترامب من خلال هذه «الدودة»!..
أفعال ترامب الحمقاء لم تتوقف عند انسحابه من اتفاقية باريس للتغير المناخي، وتجاهله بل نفيه خطورة العواقب الكارثية لتغير المناخ، السلوك الذي أودى باسمه لكي يُطلق على «دودة»، فعقل ترامب عقل تاجر «ربح وربح» بلا خسارة، وما يهمه جني الأرباح وجمع الأتاوات واستغلال الخيرات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
والجدير ذكره أن «الدودة دونالد ترامب »، وحسب الدراسات العلمية، قد فقدت أطرافها على مرّ السنين، لكنها لاتزال تمتلك قرني استشعار تستعين بهما لإيجاد فريستها، قرون استشعار يبدو أنها ضمرت من رأس الرئيس ترامب، الذي بات يعاني التخبّط والعصبية، وربما يعود ذلك لإصابته أيضاً بمرض (سوء الامتصاص)، فكل ما يأكله وينهبه لا يغذي الدماغ، لذلك من الطبيعي أن تكون تصرفاته خرقاء حمقاء.
فترامب المتعصِّب ضد إيران بديمومة عقوبات وتضييق الخناق، يلفّ ويدور بـ«تغريداته»، ويرجع خطوة للوراء بإعلانه عن الانفتاح على الحوار مع قادتها، إعلان يعدّ تحولاً سريعاً في موقف واشنطن بعد أيام من التصعيد وعقود من العقوبات غير القانونية، فسوء الامتصاص الذي يعانيه ترامب لابد له من أعراض وعليه تداعيات..
«الغارديان»، وتحت عنوان «سياسات ترامب الحمقاء تجعل الحرب مع إيران أقرب»، تشير إلى أن من يديرون السياسات الخارجية الأمريكية هم الثلاثي (بومبيو وبولتون ومايك بنس)، بينما يلعب ترامب الغولف و«التغريد» على «تويتر»، ويهاجم أسلافه لمجرد الاستعراض، حسب (دان)- المتحدث باسم وزير الخارجية الأسبق جون كيري، في إشارة إلى «تغريدة ترامبية» كان قد طالب فيها ترامب بمحاكمة كيري بسبب تواصله مع إيران، والأجدى به -حسب قول دان- التركيز على حلّ مشكلات السياسة الأمريكية بدل مهاجمته بتصريحات مسرحية.
مشكلات سياسية خارجية مع إيران، التي ما استطاعت أمريكا، بثقل عقوباتها، ولا حتى بانسحابها من الاتفاق النووي (مع طهران والقوى الكبرى)، أن تكسر شوكة مقاومة شعبها، ولا حتى التقليل من حجم حضور إيران السياسي الذي أثر في السياسة الأمريكية، وجعل لسان حالها يعلن عن إمكانية التوصّل إلى اتفاق عادل، وعن أنهم مستعدون للحوار، وهذا يؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكّل تهديداً كبيراً للسياسة الإمبريالية الأمريكية.
الرئيس و«الدودة» من الواضح أنهما معرّضان للانقراض، وإن كان التغير المناخي أو الاحتباس الحراري هما سببا انقراض الحيوان البرمائي، فالتصرفات اللامسؤولة النابعة من سياسة النفعية والمصلحية والهيمنة المصبوغة بجنون رئيس أمريكا ستساعد على انقراضه، وأول الغيث عريضة بالمطالبة بحجب ثقة.
في استطلاع أمريكي أجرته جامعة «كوينبيكا» الأمريكية كانت نتيجته 46% مقابل 24% منه يعتقدون أن ترامب ارتكب جرائم قبل أن يصبح رئيساً للدولة، وبنتيجة قريبة أكد المشاركون في عملية المسح أن الرئيس الأمريكي متورّط في أنشطة غير قانونية خلال فترة توليه رئاسة الدولة.
ترامب «دودة» لأنه انسحب من اتفاقية مناخية.
وترامب «أرنب» لأنه يتراجع عن قراراته من دون الاعتراف بأخطائه.
وترامب «ضبع» لأنه يقتات على الجيف وما يعطيه له الكيان الصهيوني من عمولة من جرّاء انتهاكه القوانين والمواثيق الدولية.