في عبقرية أن تكون عبداً.. أن تكون وزغاً..
تشرين- ادريس هاني :
الحرب النّفسية قائمة، يغلب التضليل فيها على التّحقيق، نحن مشغولون إذن بتفكيك خطابها، تفكيك نصوصها ولصوصها، وذلك من أجل علم السياسة والتّاريخ، لعلّنا نظفر بمفاهيم جديدة لمزيد من الفهم والقراءة والتحليل.
إنّ الميديا المجندة لأدوار مشبوهة، تعمل اليوم ضدّ الدّماغ البشري، وحفاظاً على سلامة وكرامة الـ«Homo sapiens»، ندعو للفصل بين الكراهية والتحقيق.. لقد كثر الخبراء الذين يدورون في فلك معطيات الحرب النّفسية، إن لكل شيء حدّاً ومنتهى منطقياً، إلاّ حقد طُلاّب الشيكل والبترو- بقشيش.
إنّ دروس الخونة في اللحظات الدراماتيكية الصعبة، الدروس التي يقدّمونها لمن شأنهم في الميدان عريق، هي بمنزلة فضول آكروباتي، سيتبدّد كسائر تمنّيات حُرّاس الهزيمة، هل أدرك «الحياحة» مفهوم مكر التّاريخ؟
ينطوي كلّ كائن على ما يناسب جوهره من طبائع الحيوانات.. إنّ العجز عن اكتساب الماهية الإنسانية يُخْضِع البعض لمبدأ المشاركة الأنثربولوجية، لقد اختفى الخيل، إنّي لا أرى إلاّ وزغاً.
أن تكون عبداً فهذا طبيعي في كلّ جيل، لكن الغريب هو: عبقرية أن تكون عبداً ملحاحاً في عبوديتك، وبالفعل يصعب أن يفهم المهزوم معنى الصمود، يصعب أن يفهم معنى التّرقي والمجد.
نفضّل أن نتأمّل ظاهرة عبقرية أن تكون عبداً، نتأمّل مسلسل الانهيار الإنساني، كما نتأمّل خُنفشاريات خبراء التضليل، والحاصل: لا يصحّ إلاّ الصحيح.