سلتنا والإستراتيجيات المتباينة

لا شك في أن حالات الإخفاق الرياضي التي قد يتعرض لها أي فريق أثناء البطولات الرياضية لا تأتي من فراغ وغالباً ما يكون عنصر المفاجأة بريئاً من أسبابها, ولاسيما عندما يكون توقيت الفعالية الرياضية المقامة معروفاً وموضوعاً على أجندة النشاطات الرياضية المستحقة، وأيضاً من الطبيعي أن يكون هناك تصور مسبق ومعرفة جيدة لدى الجميع عن الإمكانات والمستويات الفنية للفرق الرياضية المشاركة فيها ما يضعف الحجج التي قد يسوقها هذا النادي أو ذاك تبريراً لهذا الإخفاق ناسياً أو متناسياً أنها معطيات أولية لابدّ من إدراكها وتفهمها ودراستها حتى تكون المنافسات الرياضية مبنية على معرفة حقيقة ما لدينا من عوامل قوة وتميز وبعيدة عن أي جهالة بإمكانات الخصوم.

وطبعاً هذا كله مبني على الإستراتيجيات الواضحة والثابتة التي تنتهجها الفرق والأندية الرياضية وتتبناها، وإذا ما أسقطنا هذه البديهيات في علم المنافسة الرياضية على فعاليات بطولة السوبر الدولية الثالثة لكرة السلة التي أقيمت بصالة الفيحاء الرياضية بدمشق مؤخراً نجد تلك الخيبات والصدمات التي أحاطت بالأندية السورية الثلاثة المشاركة في هذه البطولة حاضرة وملموسة خلال منافساتها مع الأندية العربية القوية المشاركة وكأن على رأسها الطير ما يدفعنا للتساؤل المشروع: هل هذا فعلاً ما وصلت إليه مستويات السلة السورية، وهل الذي شاهدناه هو بعينه ما كنا نراه من تحدٍّ في المنافسات الداخلية بين الفرق أثناء الدوري والتي طبّل وزمّر لها كثيراً من خلال جمهورها المعجب بها بلا تطور لاحق… نحن في حالة من الاستغراب…. لماذا يا أنديتنا السلوية تتفننون في تغيير الإستراتيجيات الثابتة والهادفة في الإعداد والتدريب وتأهيل اللاعبين المعتمد على الأساسيات الحقيقية للعبة السلة والمبنية على تأسيس القواعد ورعايتها وتوفير البنية التحتية المناسبة للتدريب؟

ولماذا السرعة في تبديلها من دون إعطاء الفرصة التي تحتاجها هذه الإستراتيجية لنجاحها وقطف ثمار الالتزام بها؟

فالتبديل المستمر للمدربين واستقطاب اللاعبين والمدربين الأجانب على أمل إثراء الفريق وتقويته بالمستوى الفني ليست دائماً هي الطريقة الصحيحة والأسلوب المثالي للارتقاء وإحراز بعض الألقاب، وأمامنا مثال حي في هذه البطولة هو نادي الزمالك المصري غير المطعّم بالأجانب من مدربين ولاعبين والذي توج بلقب البطولة وأثبت أنّ المستوى الفني العالي للعبة السلة لا يأتي إلّا بتنفيذ الأساسيات الحقيقية التي تعتمد على البنية التحتية المناسبة للتدريب وتأسيس قواعد محلية من اللاعبين ورعايتها لتكون مدركة ومتفهمة لماهية اللعبة فنياً واحترافياً على مبدأ المثل الشعبي القائل:” زيوان البلد ولا حنطة جلب”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار