سوق الجمعة مصدر رزق لصغار الباعة وإنعاش لوسط الحسكة
الحرية – خليل اقطيني:
ما إن وصلنا صباح هذا اليوم إلى سوق الجمعة، الكائن جنوب سوق الهال وجنوب غرب “القشلة” في مدينة الحسكة، حتى كانت بسطة حمزة الإبراهيم وابنته نوف وابنه غيلان أول مستقبلينا، لكونها في أول السوق. فقد اختار لها أصحابها مكاناً مميزاً وملؤوها بكافة المواد والسلع من مختلف الأصناف والأحجام.
وبينما كانت نوف ابنة حمزة صاحب البسطة وذات العشرين ربيعاً تبيع امرأتين، التفت إلينا والدها مخاطباً بعد أن رحب بنا: لولا وجود نوف لما تمكنا من بيع هاتين المرأتين، فوجودها يستقطب النساء ويجذبهن إلى البسطة. وهذه هي مهتمها الاهتمام بالجنس اللطيف، في حين نتولى أنا وغيلان التعامل مع الجنس الخشن.
ويتابع: اعتدنا على فتح هذه “البسطة” في سوق الجمعة منذ سنوات ربما من بداية افتتاح السوق، الذي يتوجه إليه سكان الحسكة من كل الأحياء لشراء ما يحتاجون من مواد وسلع مختلفة. فالسوق يضم كل شيء، مواد غذائية ومنظفات وكونسروة وتوابل وأحذية وألبسة وخضر وفواكه. وثمة مواد وعدد صناعية ومفروشات وأجهزة كهربائية وإلكترونيات ومدافئ وعدة مطبخ وحتى مواد وقطع صحية من “حنفيات وبواري” وغيرها. ومن هذه المواد ما هو جديد وما هو مستعمل.
وبما أن أبا غيلان أكد أن سبب تفضيل السكان سوق الجمعة عن غيره من الأسواق، يعود إلى الأسعار المناسبة، سألناه عن الأرباح التي يجنيها من هذه “البسطة” في سوق الجمعة، فيرد بذكاء: مستورة والحمد لله.
ويكمل: كل سوق الهال وأسواق وسط المدينة تنتعش يوم الجمعة بسبب سوق الجمعة. وذلك لأن الحركة الاقتصادية في سوق الهال وسط مدينة الحسكة قتلها النظام البائد بإقدامه على إغلاق “كراج” النقل الداخلي في السوق. هذا “الكراج” الذي كان يضم كافة حافلات نقل الركاب من الأحياء إلى وسط المدينة وبالعكس. ما يعني أن أعداداً هائلة من السكان تأتي في الصباح من الأحياء والقرى المحيطة إلى وسط المدينة عبر هذا “الكراج”. الذي أغلقه النظام البائد خوفاً من الثوار وللتضييق على السكان.
وإمعاناً بالإزعاج حَوّل النظام البائد مكان “الكراج” إلى مكب للنفايات والقمامة والأوساخ، الأمر الذي شَوّه منظر المدينة وأساء إلى جماليتها من جهة، وخَفّضَ مستوى الإصحاح البيئي فيها إلى الصفر من جهة أخرى، ونشر الروائح والأوبئة والأمراض والحشرات.
ولم يُخفِ أبو غيلان فرحته باعتزام الإدارة الجديدة للبلاد إعادة “الكراج” إلى مكانه السابق في سوق الجمعة، الأمر الذي من شأنه إراحة السكان وإنعاش الحركة الاقتصادية في سوق الهال والأسواق المجاورة. ما يعني أن الخير سيعم على الجميع.