ضرب على أوجاع المرضى واستثمار في الهروب من المسؤولية!!

تشرين – رصد:
تستثمر شركات إدارة النفقات الطبية المعنية بإدارة نظام التأمين الصحّي للعاملين في الدولة، تستثمر في الهروب من التزاماتها تحت ذريعة سوء شبكة الإنترنت، وتحرم آلاف العاملين المرضى وذوي الأمراض المزمنة من فرصة الاستفادة من مظلة التأمين الصحي، إن كان لمراجعة الأطباء أو الصيادلة لصرف الوصفات الدوائيّة.
في أيام الامتحانات– أي حالياً – تكون الذريعة قطع شبكة الإنترنت وبعد أن تعود الشبكة يكون الادعاء بأن على المريض الانتظار ريثما تقلع المخدّمات ” السيرفرات”، وهذا الإقلاع أحياناً يستغرق ساعة أو ساعة ونصف الساعة، وغالباً يتم إخبار المريض من قبل المخبر أو الطبيب أو الصيدلاني بأن الشبكة لا تستجيب بسبب ضعف الشبكة، مع ملاحظة أن الشبكة تعمل بكفاءة عالية على جوّال المريض أو الصيدلاني والمرضى المنتظرين في العيادة أو المخبر الذي لم يحالفه الحظ بـ ” التقاط” شبكة..
المراهنة هنا على ضيق وقت المريض أو عدم قدرته على الصبر، والمريض عادة ليس ” طويل بال” كما نعلم، بالتالي بين انقطاع نت وإقلاع السيرفرات و ضعف الشبكة تكون الشركات قد تنصّلت من عبء خدمة زبائن من واجبها أن تضطلع بخدمتهم، وعلى من يهمه الأمر وواجبه أن يهتم، تقدير الفروقات التي تحصدها الشركات من عدم استجابتها للمرضى.
بالأمس في عيادة أحد الأطباء الاختصاصيين، أفصح الطبيب عن مشكلة جديدة وهي أن الشركات تعمد إلى فصل عيادات الأطباء مساء عن سيرفراتها، فلا يتعرف السيرفر على بصمة المريض المراجع، والذي يحمل بطاقة تأمين صحّي وكلّه أمل بأن انضواءه تحت مظلة التأمين الصحي، سيوفر عليه النسبة الأكبر من مبلغ المعاينة في العيادة، أي يكون أمام المريض خيارين، أو يدفع هو بدل المعاينة، أو يعود إلى بيته متحملاً أوجاعه صابراً مصابراً على الداء والبلاء وشركات إدارة خدمة مزعومة، تتلاعب بحقوقه وتحصد علاوات مجزية من هروبها المعلن وتنصلها من مسؤولياتها التي أُحدثت لأجلها..
المشكلة تتفاقم وتكبر، ويكبر عدد الشكاوى اليومية على شكل متوالية صاعدة..وهذا يعني أنّها بحاجة إلى حلّ سريع وحاسم بل وحازم أيضاً.
نقترح أن يتم الإعلان وتعميم أرقام شكاوى فورية بالوقائع التي تحصل، ليصار إلى ضبط الشركات المتهربة من مسؤولياتها، ولجوئها إلى طرق غير إنسانية في التعاطي مع شريحة بأمس الحاجة للمساعدة.. وفضحها أيضاً وعندما تتكرر الشكاوى يتم سحب الترخيص وإلغاء الشركة
فما يحدث غير مقبول ومعيب ويتسبب برضوض نفسية للمرضى هي أصعب من المرض ذاته..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار