صناعة من طراز رفيع ومحرك انتعاش فعّال.. الإنتاج الدرامي شاهد على ثمار الدعم عندما تتوفر الإرادة
دمشق – منال صافي:
على الرغم من صعوبة الحصول على رقم حقيقي أو حتى تقريبي للأرباح التي تحققها صناعة الدراما السورية ونسبة الإيرادات التي يرفد بها هذا القطاع خزينة الدولة، غير أن الجميع يتفق على أنها شكل من أشكال الإنتاج وداعم حقيقي للاقتصاد الوطني، علماً أن لجنة صناعة السينما والتلفزيون تتبع تنظيمياً لغرفة الصناعة، المسؤولة عن تقديم التسهيلات والدعم لهذا القطاع بالتنسيق مع وزارة الإعلام.
المصري: قطاع حيوي ومورد للقطع الأجنبي
مؤشر اقتصادي
رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها غزوان المصري يصف هذا القطاع بالمهم والحيوي والمورد للقطع الأجنبي، إضافة لأنه يؤمن مصدر دخل وفرص عمل، مشيراً إلى أن هذه الصناعة تلقى الدعم من كافة المستويات، بدليل اللقاء الذي جمع مؤخراً عدداً من نجوم الدراما السورية مع السيد الرئيس بشار الأسد، ومن بين الأمور التي جرى الحديث عنها الصعوبات التي تواجه صناعة الدراما والتحديات الإنتاجية، والسبل الكفيلة بدعم هذا القطاع، مبيناً أن عودة الأعمال الدرامية السورية هذا الموسم إلى الفضائيات العربية وخاصة الخليجية هو مؤشر اقتصادي جيد بالنسبة لهذه الصناعة ودليل تعافٍ.
صناعة ثقيلة وجاذبة للاستثمار
أما رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز فأوضح أن الدول الكبرى تعتمد اليوم على الدراما كإيراد للخزينة العامة، وتتجاوز نسبة مساهمة هذا القطاع حوالي ٢٠-٣٠ % في بعض الدول، مصنفاً هذه الصناعة من بين الصناعات الثقيلة حيث تساهم برفد الاقتصاد الوطني وتعيل عدداً كبيراً من الأسر العاملة، وتجذب استثمارات عربية في قطاع الدراما والإنتاج الفني في سورية، والدراما الإبداعية هي رديف للاقتصاد الوطني وتدعمه وتشكل قيمة عليا.
وأضاف عنيز: إن أي عمل فني يتم افتتاحه وتبدأ عمليات تصويره يتجاوز عدد الفنانين والفنيين المشاركين فيه ٣٠٠ شخص، وهؤلاء يعيلون ٣٠٠ أسرة هذا على مستوى عمل واحد، وفي هذا الموسم أنجزت الدراما السورية ٢٥عملاً ما يعني أنها قدمت حوالي ٧٥٠٠ فرصة عمل.
و بحسب عنيز، لا تقتصر عملية المنفعة المادية على العاملين في القطاع الإنتاج الدرامي (منتجين، فنانين، كتاب دراميين، فنيين) فعندما يتم افتتاح موقع تصوير في الأماكن العامة فهو ينعش صاحب مكان التصوير (كافيتيريا، مشفى وغيرها .. ) فهي عجلة حياة أكبر مما نتصور.
عنيز: أكثر من ٧٥٠٠ فرصة عمل حققها الموسم الحالي.. ملتزمون بدفع التزاماتنا المالية تجاه الخزينة
نصدر قيم مجتمعنا
وفيما يخص الاتهامات التي يوجهها البعض لهذا القطاع بأنه متهرب من دفع الضرائب والرسوم المترتبة عليه أجاب عنيز: لدينا العديد من المكرمات من السيد الرئيس بشار الأسد، تساهم بمساندة ودعم الإنتاج الدرامي في سورية نظراً لما يحمل هذا القطاع من أهمية في نقل ثقافة وصورة شعبنا الحضارية إلى الجمهور في الوطن العربي، فهو سفير يمكن من خلاله إيصال رسائل وقيم ومبادئ مجتمعنا، وحين نصدر ثقافتنا وصورة مجتمعنا للخارج فهذا يستدعي تقديم تسهيلات وميزات خاصة بهذا القطاع، ونحن نتمتع بها، مؤكداً أن معظم شركات الإنتاج تلتزم بدفع التزاماتها من الأجور والضرائب ولا يوجد تهرب ضريبي في هذا القطاع، ولا يمكن تصنيف هذه الصناعة بـ”اقتصاد ظل”، وكل المنتجين على قدر من المسؤولية، بدليل تقديم عدد من الأعمال الفنية المنتجة محلياً للتلفزيون السوري على شكل إهداء لمساندة التلفزيون الوطني في مواجهة الظروف الاقتصادية والحصار الجائر علينا والعقوبات، وهناك العديد من المراسيم والتشريعات الناظمة لعمل شركات الإنتاج والعديد من الإعفاءات من الرسوم والضرائب، مؤكداً أن شركات الإنتاج تلتزم بدفع ما يترتب عليها من ضرائب ورسوم.
الدول الكبرى تعتمد اليوم على الدراما كإيراد للخزينة العامة وتتجاوز نسبة مساهمة هذا القطاع حوالي ٢٠-٣٠ % في بعض الدول
تكريم ودعم
الجدير ذكره أن السيد الرئيس بشار الأسد أصدر المرسوم التشريعي رقم 33 للعام 2012 القاضي بأن تعفى بنسبة 50 بالمئة من الضرائب والرسوم المالية والجمركية والبلدية ولمرة واحدة، المستوردات الخاصة بمؤسسات وشركات الإنتاج الدرامي من القطاعين العام والخاص، كما تعفى هذه المؤسسات والشركات بنسبة 50 بالمئة من ضريبة الدخل المترتبة على أرباح الإنتاج الدرامي وتسويقه لمدة ثلاث سنوات بدءاً من تكاليف عام 2012.