دائرة آثار درعا تتسلم قطعاً أثرية مهداة من المجتمع المحلي
تشرين – وليد الزعبي:
بين الحين والآخر يبادر الأهالي من الغيورين على التراث الثقافي، إلى تسليم قطع أثرية قيّمة ومتنوعة لجهات الآثار في درعا، من أجل الحفاظ عليها وعرضها كمقتنيات توثق لتعاقب الحضارات العريقة على بلادنا.
وأوضح الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا لـ”تشرين” أنه تم مؤخراً استلام خوذة مصنوعة من مادة البرونز مهداة من أحد المواطنين منقوش عليها زخارف نباتية وهندسية متنوعة، وهي تعود على الأرجح إلى الفترة المملوكية، وتكريماً للمواطن على مبادرته هذه وافق مجلس الآثار على منحه مكافأة تشجيعية.
وأشار د.نصر الله إلى أن الدائرة استلمت مجموعة من القطع الأثرية الفخارية المتنوعة كإهداء من أحد المواطنين أيضاً، وهي في حالة جيدة جداً وترجع لفترات مختلفة من فترة البرونز والحقبة الرومانية، وتتنوع بين الجرار والأسرجة والأطباق و”الأنفورات” صغيرة الحجم، وقد تم تسليم متحف درعا الوطني تلك القطع المهداة وصارت من مقتنياته، على أن تتم دراستها وتصنيفها من قبل كادر المتحف المختص.
ولفت رئيس الدائرة إلى أن إهداء القطع من المواطنين، يأتي كثمرة للجهود التي تبذلها كوادر الدائرة بالتواصل مع المجتمع المحلي، انطلاقاً من ضرورة الوعي للحفاظ على الإرث الثقافي الأثري، وقطع الطريق على ضعاف النفوس لتهريب إرثنا عبر الحدود.
ومن جهته ذكر أمين متحف درعا الوطني الآثاري وائل كيوان، أنه يتم استلام القطع الأثرية وفق إجراءات أصولية محددة، ومن ثم تسجيلها ضمن جدول مفند فيه نوع القطع وعددها وتوصيفها وحالتها والجهة التي تم استلام القطع منها، وبعد توثيق تلك القطع بشكل مفصل بالصور والوصف ليجري تخزينها وحمايتها حسب الأساليب المتاحة والإمكانات المتوفرة في هذا المجال، وذلك بهدف حمايتها من التلف وإطالة عمرها لأكبر فترة زمنية، وحتى تتاح الظروف المناسبة لعرضها في خزن العرض ضمن قاعات المتحف.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستلم دائرة آثار درعا فيها قطعاً أثرية مهداة من المجتمع المحلي، بل كان سبقها استلام الكثير من القطع غيرها، والأمل كبير باستمرار تعاون ومساهمة المجتمع المحلي في الحفاظ على المواقع الأثرية والحدّ قدر الإمكان من العبث بها، لكونها شاهداً حياً على الحضارات العريقة التي تعاقبت على بلدنا، والمهم أيضاً استمرار المبادرات بتسليم أي قطع أثرية قد تكون في حوزة بعض المواطنين، وذلك لحفظها وعرضها لما في ذلك من فائدة للباحثين والدارسين، وكذلك الحفاظ على المقتنيات الأثرية كثروة وطنية لنا وللأجيال القادمة.