«قمر الدين» منتج سوري فاخر وقيمة غذائية وطبية عالية
تشرين:
تتفرد سورية بمنتجات زراعية فاخرة من بينها «قمر الدين» الذي تبدأ عملية إنتاجه في الشهر السادس من كل عام بعد نضوج ثمار المشمش لتقدم للعالم منتجاً متميزاً أثبت على مدار السنين أنه يتمتع بقيمة غذائية وطبية عالية جداً، عدا المذاق اللذيذ لشرابه الذي يقدم على الموائد في أي وقت من العام ولاسيما خلال أيام شهر رمضان المبارك.
و«قمر الدين» هو عصير المشمش أو شراب الرحيق من المطبخ العربي، ويعتقد أنه من سورية وقد أنتج لأول مرة في الغوطة، حيث نمت لأول مرة مجموعة متنوعة من المشمش الأكثر ملاءمة لعصير قمر الدين، وتنتشر صناعة قمر الدين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وكذلك في الصومال، إلّا أن قمر الدين السوري لا يزال هو الأفضل، لأن مجموعة المشمش الأكثر ملاءمة لعمل قمر الدين تنمو في سورية فقط وجنوب غرب تركيا، ويُعرف باسم «لواشك» في إيران، ويقدم كلفافة فواكه مجففة.
أصل التسمية
حول أصل تسمية قمر الدين تقول إحدى النظريات إنها سميت باسم مكتشفها، وهو رجل سوري يدعى قمر الدين، قيل إنه كان وسيماً جداً لدرجة أنه يشبه القمر، ومن هنا جاء الاسم.
وهناك نظرية أخرى تقول إن موسم المشمش تزامن مع رؤية القمر الجديد الذي يمثل بداية شهر رمضان في العام الذي صُنع فيه قمر الدين، وهناك نظرية مماثلة منتشرة في مصر، تُسند أصل الاسم إلى الخليفة الذي كان معروفاً باحتفاله مع قمر الدين عند رؤية الهلال في رمضان.
طريقة تحضيره
ولإنتاج قمر الدين يغلى عصير المشمش والسكر على النار ثم يُصفى من خلال مصفاة خشبية مغمورة بزيت الزيتون، ويترك ليجف تحت أشعة الشمس المباشرة، وبمجرد أن يجف تماماً، يكون هذا المشمش المجفف أكثر سماكة ومتانة، وله نكهة أقوى من المشمش المجفف العادي، وبالتالي فهو أكثر ملاءمة لصنع قمر الدين.
وصنع الشراب لا يتطلب سوى إضافة ماء الورد أو ماء الزهر البرتقال، وغالباً ما تضاف قطع المشمش والثلج أيضاً، وفي بعض الأحيان يستبدل بعض ماء الزهر بعصير برتقال أو ماء عادي.
ويقدم قمر الدين تقليدياً بشكل سميك وبارد، ويُعتقد أنه مصدر قوة بشكل خاص ومصدر جيد للطاقة والأيونات والماء.