«ستيكارات» وشعارات مرفوضة حضارياً
تشرين – د. رحيم هادي الشمخي:
اتساقاً مع تطوّر الأمور (التوك توك، ووسائط النقل المصنوعة محلياً) لمساعدة الناس في النقل الداخلي، سواء داخل المدن أم خارجها بأجور زهيدة لتقلل من أزمة النقل حالياً، ولكن مع ظهور هذه (التكاتك) ووسائط النقل المحلية انتشرت على ظهرها وفي مقدمتها «ستيكارات» وشعارات وعبارات على كل شكل ولون، والقاسم المشترك الأعظم منها يحمل معنى الخوف من الحسد، مثل: (العين صابتني ورب العرش نجاني، عينك يا ظالم، يا رموش العين سمّي وصلّي، عين الحسود فيها عود، الله يستر من الحاسد… إلخ)، والبعض يكتفي بالمعوذتين في إشارة واضحة لدرء الحسد والعين، أما الصور المستخدمة على وسائط النقل (الباصات) فهي: (الكف، القدم، العيون، الرموش).
ثم تأتي في الموجة الثانية، وهي أسماء بعض المسلسلات والأغاني والأفلام مثل: (سوق العصر، الحب كده، دعاء الكروان، ملك روحي، ذئاب الليل، سمارة، سهر الليالي، سندريلا، الأفوكاتو، سلام يا صاحبي، أمريكانو، بنت الأكابر، زيزينا… إلخ).
أما الصور المستخدمة فهي: (القلوب، الكيوبيد، الوردة، النجوم…)، ويرتدي البعض مسوح الحكمة والرشاد فيكتب: (الصداقة معناها كبير، الصبر مفتاح الفرج، ما قلّ وكفى خيرٌ مما كثر، طول السفر ولا غدر البشر، ٩ بالخير ولا ١٠ بالشر).
وصولاً إلى صيغ الوعيد والتهديد، وأبرزها: (إن عشت هاذلكم وإن مت ربنا يسهلكم، سواقي جبار يخلي الإسفلت يولع نار، طول ما أنا غايب مالكوش حبايب)، وآخر يكتب بمنطق معاكس (يا سلام لو الناس تبطل كلام، احنا الأصل والأساس بنحب كل الناس)، والصورة المستخدمة تشكيلة أقربها إلى الجماجم والسيوف، ثم تنحو الشعارات نحو طريق آخر: (الدلوعة عاوز تتعلم الدلع تعال وأنا أعلمك، يا دلع دلع، دلعني يا فلان يا غالي ورجعلي جمالي، الحلوة ماشية بتدلع…)، أما أسماء الأبناء فتُكتب بالعربي والإنكليزي، وأغربها (التوءم حسن وحسام)، وهناك من يكتب عبارات دينية (من كان رزقه على الله فلا يحزن، لئن شكرتم لأزيدنكم، الحمد لله، سبحان الله، بسم الله)، وفي عبارة موحية بالشماتة يكتب بعضهم (راحت عليك يا حصان).
حقاً إنه زمن «التكاتك» والأوتوبيسات والباصات المزركشة بـ«الاستيكارات» والشعارات المرفوضة حضارياً.
حقاً «يا دنيا التكاتك والكل شايف وساكت- أمان ربي أمان- طيب يا صبر طيب…» مع الاعتذار.