حتى لا يتوتر الطلاب.. ما العدد الأمثل للمراقبين في القاعة الامتحانية؟
تشرين- دينا عبد:
السؤال الأول الذي يخطر على بال الأهل حين عودة أبنائهم من الامتحان كيف كانت المراقبة؟ متناسين سؤالهم عن المادة التي قدموها، وكيف كان الحل، وما مدى صعوبة الأسئلة؟
لأن المراقبة الامتحانية تشكل هاجساً لدى الأهل والطالب.
فالمراقبون غالباً ما يتركون أثراً سلبياً يؤثر في الحالة النفسية للطالب تنعكس بالتالي على أدائه ونتيجته.
وتتمنى الطالبة غيداء (ثالث ثانوي علمي) على المراقبين أن يضعوا في حساباتهم أنهم يتعاملون مع مستقبلنا وأحلامنا وألا يحملونا وزر معاناتهم وتعبهم خلال العام، مضيفة: (أن يعتبرونا أبناءهم) ويضعوا أنفسهم مقام الأهل، الذين يدفعون أموالاً طائلة ويحرمون أنفسهم وعائلتهم الكثير في سبيل تحقيق النجاح لابنهم .
وتؤكد (جوليا )، هي الأخرى طالبة تتقدم للامتحانات النصفية للثانوية العامة أن هناك نوعين من المراقبين إيجابي وسلبي، فالمراقب الإيجابي، حسب وصفها ، من يهدئ من روع الطلاب ويشجعهم بكلمات أبوية ( لا تخافوا – الأسئلة بسيطة ومفهومة- حلو ع مهل – الوقت معكم) وغيرها الكثير من العبارات التي تعزز ثقة الطالب بنفسه وتنسيه التوتر وأجواء الامتحان.
بينما لا تحبذ (أريج) وجود أكثر من مراقبين في القاعة حتى لا يحدث الضجيج، فكلما كان عدد المراقبين يتجاوز ال٢ فقدنا التركيز وتوترنا، وخاصة في حال تبادلوا الأحاديث وعلت الضحكات، وغير ذلك من “النهفات” التي تحدث في القاعة، ويخاف الطلاب الحديث عنها بحجة أن المراقبة “رح تحط حطاطها عليهم”.
رئيسة دائرة البحوث في مديرية تربية دمشق إلهام محمد بينت أن الامتحانات وسيلة لقياس وتقييم ما تم تعلمه، وتعد بالنسبة للطالب والأهل تقرير مصير ونظرة مجتمعية، لذلك وضعت تعليمات ناظمة للامتحانات من المعنيين في وزارة التربية بحيث تحقق البيئة الامتحانية الراحة والطمأنينة للطلاب، ويقدم الامتحان في جو تربوي مناسب من دون الإخلال بتعليمات الامتحان، حيث أوضحت التعليمات وجود مراقبين على الأقل وثلاثة على الأكثر في القاعة الامتحانية، ويتم عقد اجتماع في كل مدرسة قبل الامتحانات لتوضيح كيفية التعامل مع الطلاب بشكل تربوي، وعدم إثارة الضجيج والأصوات، حتى في حال حدوث مخالفة امتحانية يتم التعامل معها على انفراد، من دون أن نعرض بقية الطلاب لحالة نفسية سيئة، إذ إن إثارة الأصوات والضجيج تؤثر سلباً في العمليات العقلية للتذكر، وتؤدي إلى الارتباك والنسيان وضياع الوقت على الطلاب، لذلك لابد أن تكون بيئة الامتحان آمنة وليست مهددة ليستطيع الطالب تنظيم معلوماته بشكل جيد.