قشور الفستق الحلبي لمواجهة برد الشتاء

تشرين – علام العبد:

وسط تفاقم أزمة المحروقات في ريف إدلب المحرر، في ظاهرة هي الأولى من نوعها في سورية لجأ المواطنون هناك إلى زيادة مشترياتهم من قشور الفستق الحلبي حيث تشتهر منطقة خان شيخون والريف الجنوبي من المحافظة بزراعته لمواجهة برد للشتاء.
حيث كبّد ارتفاع أسعار المحروقات، بفعل نقص الكميات الواردة للمحطات والمعتمدين، المواطن في معظم المحافظات السورية ومنها ريف إدلب المحرر مزيداً من المصاريف ما جعل الكثيرين من سكان ريف إدلب يجدون في قشور الفستق الحلبي و الحطب وسيلة للتدفئة خلال فصل الشتاء الحالي وبديلاً اقتصادياً عن الوقود في التدفئة، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وحسب المواطن محمد اليوسف من مدينة خان شيخون، كان السكان قبل الحرب يعتمدون بشكل أساسي على مادة المازوت في التدفئة إلا أن تردي الأوضاع الاقتصادية والحصار الأمريكي وارتفاع أسعار الوقود ونقصها، اضطرهم لإيجاد بدائل عديدة لمواجهة برد الشتاء.
وأضاف: بات معظم سكان ريف إدلب المحرر هذا الشتاء يستخدمون قشور الفستق الحلبي والحطب للتدفئة بدلاً من استهلاك الغاز أو المازوت، وفي ظل ساعات التقنين الكهربائي القاسية جداً، بعد ما تضاعفت الأسعار في جميع أنحاء البلاد، إذ اتجهوا نحو أنظمة التدفئة البديلة، والتي أصبحت أكثر شيوعاً في الوقت الحالي.
لكن حتى هذا الحل يصطدم بمشاكل العرض والطلب في سوق الحطب وقشور الفستق الحلبي، الذي شهد تقلص المعروض من قشور الفستق الحلبي، لذلك يلجأ البعض إلى حلول أخرى.
ويؤكد المواطن حسين السعيد أن العديد من الأشخاص لجؤوا إلى المناطق التي تشتهر بزراعة الفستق الحلبي كخان شيخون وصوران وقمحانة وطيبة الإمام في ريف حماة الشمالي من أجل شراء والحصول على قشور الفستق الحلبي لافتاً إلى أنه نتيجة زيادة الطلب على قشور الفستق ارتفعت أسعار الطن الواحد منه، إلى نحو مليون و 500 ألف ليرة سورية.
ونظراً لقلة أضراره الصحية، فقد عمد مواطنو ريف سورية الشمالي كحلب وادلب إلى تعديل مدافئهم بحيث تعمل على قشور الفستق الحلبي، كما أن تجارة المدافئ المعدلة لهذا الغرض شهدت رواجاً لافتاً.
إلا أنه عندما زاد الطلب على قشور الفستق الحلبي في البلاد بشكل مفرط، أوقف بعض الموردين مبيعاتهم مؤقتاً لأنهم واجهوا صعوبات في التوريد.
إلى ذلك بدأت ورشات تصنيع المدافئ التي تعمل على قشور الفستق الحلبي تشهد إقبالاً منقطع النظير، وحسب ما ذكر محمد العبيد ، فإن هذا ولّد فرص عمل جديدة للشباب في الشمال السوري. وأضاف: إن قشور الفستق في التدفئة  تولد حرارة جيدة ولا ينتج عنها رائحة كريهة، ويكفي العائلة طن واحد طوال الشتاء. وبحسب العبيد فإن أسعار المدافئ، التي تعمل على قشور الفستق الحلبي، تتراوح بين 350 ألف ليرة سورية إلى مليون ونصف، حسب جودتها ومواصفاتها.
يشار إلى أن المساحة المزروعة بأشجار الفستق الحلبي في محافظة إدلب تقدر بــ 10475 هكتاراً وحسبما ذكر المهندس محمد نور طكو مدير زراعة في تصريح لــ تشرين، فإن المساحة المزروعة في الريف المحرر تبلغ 10231 هكتارا وإن عدد الأشجار فيها يبلغ 1639000 شجرة وقدّر إنتاجها هذا العام باكثر من 10000 طن وتتوزع تلك المساحة في منطقتي خان شيخون ومعرة النعمان .
واعتبر طكو أن محصول الفستق الحلبي من أهم المحاصيل الزراعية في محافظة إدلب ويشكل المخزون الاقتصادي لأهالي ريف المحافظة، لكن إنتاجه تراجع خلال السنوات الماضية نتيجة الأوضاع الأمنية التي تعيشها المحافظة والتي أدت إلى نزوح عدد كبير من الأهالي والمزارعين الذين تركوا حقولهم دون عناية ورعاية واهتمام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار