مواطنو السويداء ينتظرون تطبيق آلية التتبع للحد من تسرب “السرافيس والميكرو باصات”
تشرين- طلال الكفيري:
لاتزال أزمة النقل المْلازمة لأهالي محافظة السويداء “ريفاً ومدينةً” منذ أكثر من عام، تفرض نفسها “كمشهدٍ” يومي اعتاد عليه أبناء السويداء “قسراً” لعدم قدرة المعنيين عن إيجاد حلٍ جذري لتلك الأزمة المتفاقمة يوماً بعد يوم.
ففي ظل تلك الأزمة غير المْحمولة بات الأهالي يدركون وخاصة من تتطلب طبيعة عملهم الذهاب اليومي إلى مدن المحافظة، وحسبما أشار بعضهم ل” تشرين” إلى أن إنهاء أزمة النقل ووضع حدٍ لها، لا يأتي بالتعليمات الشفهية، لكونها “لا تْسمن ولا تغني من جوع” ولاسيما أن أسبابها أصبحت معروفة للجهات المعنية والرقابية كلها، فإحجام الكثير من السائقين عن العمل، جاء بذريعة عدم توافر مادة المازوت عندهم بالشكل الكافي، ما أصبح متعذراً عليهم تخديم قرى وبلدات المحافظة، وما زاد الطينة بلة “تسرب” عدد ليس بالقليل من “السرافيس” عن الخطوط الداخلية للمحافظة، لتعاقدهم مع رياض الأطفال، ومعاهد تعليمية خاصة الخ، علماً أن سائقي تلك الآليات يحصلون على مخصصاتهم من مادة المازوت، والتي تْعطى لهم لتأمين خطوط النقل وليس للعمل الخاص.
إذاً وللخروج من “مطب” أزمة النقل في السويداء، بات أمل الأهالي معقوداً على قيام معنيي المحافظة بتطبيق آلية التتبع، خاصة بعد أن شهدت المحافظات التي طبقت بها هذه الآلية انفراجاتٍ كبيرة بأزمة النقل.
فتطبيق تلك الآلية تْرغم السائقين على العمل، وتضع حداً لتسربهم عن الخطوط، والأهم هو عدم قدرة ضعاف النفوس منهم التلاعب بمادة المازوت، حيث كان الكثير منهم يحصلون عليها، وبعدها يرمون بها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، ليحجموا بعدها عن العمل بذريعة عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت.
إذاً آلية التتبع تلك كفيلة بوضع حدٍ للسجالات الدائرة يومياً، ما بين الأهالي الذين يرمون كرة أزمة النقل بملعب السائقين، والسائقين الذين يرمون الكرة بدورهم بملعب لجنة المحروقات الفرعية، لقيامها بتخفيض مخصصاتهم من مادة المازوت.
والسؤال الملقى به من الأهالي، هل آلية التتبع تلك ستبصر النور قريباً على أرض المحافظة؟
وهنا لا بد من التنويه إلى مسألة في غاية الأهمية، فقبل أي خطوة إزاء تطبيق آلية التتبع يجب على الجهات المسؤولة عن تطبيقها الاستفادة من الأخطاء التي حصلت في دمشق، كي يتم تفاديها، ليحصل كل ذي حقٍ حقه سواء المواطن أو السائق.
رئيس دائرة حماية المستهلك في السويداء جهاد طربية قال ل “تشرين” أن تطبيق آلية التتبع على وسائل النقل العاملة على خطوط محافظة السويداء كلها هو قرار وزاري، وهناك بعض المحافظات طبقت عندهم تلك الآلية، ونأمل تطبيقها في السويداء بالقريب العاجل، لكونها ستْلزم السائقين بالعمل دون أي تردد خوفاً من حرمانهم من مادة المازوت،فشماعة عدم توافر مادة المازوت “المختبئ” في ظلها الكثير من السائقين، للإحجام عن تأمين خطوط النقل ستصبح واهية، وتسقط أمام تلك الآلية.
لافتاً إلى أنه مع تطبيق آلية التتبع يصبح من السهل معرفة عدد النقلات الذي اشتغلها سائق السرفيس في اليوم وكم هي صرفياته من مادة المازوت.