شهوة الطين بيكا (Pica ).. ظاهرة تحت عباءة المداراة والخجل…العلاج ممكن

تشرين- إلهام عثمان:
كثير من الأشخاص يجد لرائحة التراب نكهة جميلة, وخاصة بعد هطل زخات المطر, ويعدّ هذا الشعور أمراً طبيعياً وربما رومانسياً, أما وجود أشخاص يأكلون التراب أو غيره, فهو ما نجده يثير دهشتنا, وهذا ما يطلق عليه «شهوة الطين» أو اضطراب “بيكا Pica”.
فما هو اضطراب «بيكا»؟
اضطراب «بيكا» شهوة الطين هو تناول الشخص موادَّ غير صالحة للاستهلاك الغذائي «مثل الورق والطين والشعر والطلاء وغيرها» وهي تصيب النساء والرجال والأطفال على حدٍّ سواء, بالإضافة إلى أنه يصيب من يعانون من اضطراب التوحد, الوسواس القهري، ولكن هل هذه الحالة هي حالة مرضية أم نفسية؟.
وللإجابة عن هذا التساؤلات التقت «تشرين» عدداً من الأطباء والاختصاصيين في مجالات مختلفه, حيث أكدت: اختصاصية التغذية ثواب الغبره وجود حالات لا يتمّ الكشف عنها إلّا بعد تعرّض أصحابها لإحدى المشكلات الصحية المتمثلة في أعراض فقر الدم الشديد والتي يتبين فيما بعد أن سببها أكل الطين.
أما اختصاصي الهضمية الدكتور علي حسن فقال في إجابته عن سؤالنا عن أسباب الإصابة باضطراب بيكا: يرجع الاضطراب لعوز الجسم للحديد, وعادة ما يصيب النساء في منتصف العمر كما يصيب النساء خلال فترة الحمل، مضيفاً، في حال الاستمرار بأكل الطين بعد الولادة, يجب إجراء تحاليل كاملة للمريض لإجراء تقييم لحالته, وفي حال عدم تجاوبه عضوياً ويكون ذلك في آخر المراحل يتم تحويل المريض لاختصاصي نفسي, ليتم علاجه سلوكياً ونفسياً.
منشأ اضطراب بيكا؟
اختصاصية التغذيه دانا الطواشي أوضحت: يعدّ اضطراب «بيكا» سلوكاً مرضياً ونفسياً في بعض الحالات، يصيب النساء الحوامل أثناء فترة الحمل بسبب نقص المعادن في أجسامهن, يشعرن بالحاجة والشهوة لأكل التراب الغني بعدة معادن: مثل الحديد والزنك والكالسيوم, كما يصيب الأطفال, باعتباره أمراً طبيعياً ومألوفاً لديهم، فهم لا يفرّقون بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، فيأكلون التراب بطريقة اللعب, ويصيب أيضاً الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
وتضيف الاختصاصية الطواشي، يتم الكشف عن تأثير اضطراب شهوة الطين على جسم المريض من خلال أجهزة الكشف الطبيّة: مثل التنظير الهضمي والأشعة السينيه ولا يمكن الكشف عنه من خلال التحاليل الطبية.
محاذير الإصابة بشهوة الطين وكيفية العلاج؟
وعن المخاطر التي يمكن أن تصيب الأشخاص المصابين بشهوة الطين تشير طواشي: تحتوي التربة السطحية على بكتيريا وطفيليات، وبالتالي تسبب الديدان في المعدة وانسداد المجرى الهضمي, والإمساك, وبسبب وجود الحصى في التربة قد تؤدي أحياناً للاختناق, لافتةً إلى أن من مكونات الطين مادة الرصاص, وهي سامة, فتؤدي عند تناول الطين لتسمم الجسم, ومن أعراض التسمم بالرصاص, ارتفاع في درجات الحراره وغثيان وإقياء، وإسهال.
أما العلاج من «بيكا», فتقول طواشي: يكون العلاج عن طريق إزالة مسببات المرض, وذلك بتعويض الفيتامينات الناقصه بجسم الإنسان, ووصف الأغذية المناسبة الغنية بالحديد المفقود, والمكملات الغذائية.
ولكون العلاج النفسي هو آخر المراحل يقول الاختصاصي النفسي الدكتور محمد حيدر عن كيفية العلاج: في حال الاستمرار لفترة طويلة في أكل التراب أو الأشياء الغريبة, يتم العلاج بتقويم السلوك النفسي, فالمريض الذي يعاني الفقر العاطفي يعوض هذا العوز بالاحتواء, فالاحتواء يساعد على الخروج من المشكلة, ويضيف الدكتور علي: يتم العلاج ببرامج التربية العلاجية والتدريبية لتقويم السلوك النفسي للمريض.
كذلك التقت «تشرين» إحدى المريضات لتجيبنا عن سبب أكلها التراب ومنذ متى وهي تمارس هذه العادة غير الصحية؟ فتجيب المريضة «أ.س»: عمري 47 وأنا ربة منزل ولديّ خمسة أطفال وأتناول «التراب الحلبي» منذ حملي بطفلي الثاني, ورغم تكسر بعض أسناني، فخزانتي لا تخلو من هذه القطع اللذيذة, فهي كقطع الشوكولا لدي، ورغم زيارتي لطبيبي وتشخيصه حالتي بفقر الدم الشديد، ونصيحته بالإقلاع عن هذه العادة، إلّا أني مازلت حتى اليوم آكلها، فهي ملاذي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار