للمرة الثالثة… المتحف الوطني يحتفي باسترداد دفعة جديدة من آثاره المفقودة

تشرين _ لمى بدران: 

شهد المتحف الوطني بدمشق معرِضاً لكنوز أثرية مستردة /٣/ بعنوان “تحية لشهداء المديرية العامة للآثار والمتاحف”، حيث تم استرداد آلاف القطع التي تعبّر عن حضارات تتالت على هذه الأرض الطيبة.

و أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة المشوح في تصريح ل “تشرين” بعد افتتاحها و جولتها على القطع المستردّة والمعروضة أن كنوزا لا تقدّر بثمن عادت اليوم إلى بيتها، وهي اليوم في أيد أمينة، ونحن لم نأخذ من أحد شيئاً ، نحن أعطينا العالم أجمع حضارة وفكراً وما زلنا وسنبقى.

من جنيف ولبنان

من جانبه بين المدير العام للآثار والمتاحف محمد نظير عوض أنه تم استرداد خمس قطع من جنيف، ونحن في محاكم استرداد قطع أخرى عندما تجمع ستنقل إلى سورية من جديد، والأهم أن أكثر من مئة قطعة استردّت من لبنان الشقيق بعد أن تمت مصادرتها على أراضيه.

وعن ملف الاسترداد لفت عوض إلى صعوبته وتعقيده، فهو عملية معقّدة وشائكة على حد تعبيره، لأن هناك قطعا تُعرض في بلدان أخرى لديها قوانين قد لا تسمح باسترجاعها ، وبالتالي مسألة إثبات أن القطع أثرية تكون أمرا صعبا جدّاً . وفي رسالة منه للجمهور والعالم كله أكّد أنهم ماضون في استرداد ما سرق من آثار وحماية تراثنا، ودعا كل سوري وطني أن يكون معنيّاً بالإبلاغ عن أي قطعة أثرية تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي أو في أي دور عرض.

وعن كمية القطع المستردة أوضح رئيس دائرة التطوير المهني فراس دادوخ أن عملية الاسترداد كانت ديناميكية ومتتابعة و هي مستمرّة، فهذا هو المعرِض الثالث ولا توقّف أبداً ، وأحياناً كانت تأتي مئات القطع وأحياناً أخرى عشرات .. كما تحدّث عن السياقين الكاملين اللذين تم تحديدهما للمعرض بشكل بصري: الأول هو الإطار العام الكبير للاسترداد من خلال عرض مجموعة كبيرة من القطع المستردّة عن طريق الجهات المختصة وتدخلات المجتمع المحلي وجهود مديرية الآثار والمتاحف في إعادة ترميم القطع لعرضها للجمهور بأقل ضرر، وثانياً الحديث عن شهداء المديرية العامة للآثار والمتاحف.

تنقيب غير شرعي

وفي سياق العصور الزمنية المختلفة لتلك الآثار المستردّة قالت أمينة متحف الآثار السورية القديمة ليلى سماك ل”تشرين”: المعرض يضم مجموعة متنوعة من عصور مختلفة (الشرق القديم_ العصور الكلاسيكية_ العصور الإسلامية_ وقطع تدمرية) وأكّدت أن الإرهابيين المسلحين استهدفوا الهوية السورية والتراث السوري بشكل كبير، فكانت لديهم عدة طرق في محاولاتهم لتهريب الآثار مثل التنقيب غير الشرعي أو محاولات الاتّجار الفردية، كما “برعوا ” في تزييفها وتزويرها ، لذلك نقدّم التقدير لعناصر الأمن والجيش العربي السوري، فبفضلهم تتم عمليات الاسترداد.

وعلى هامش افتتاح المعرض نشير إلى أن الدعوة لحضوره ومشاهدة كنوزنا الأثرية المستردّة هي دعوة عامة ، ويمكن لأي زائر القدوم في أوقات الزيارة الاعتيادية للمتحف الوطني.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار