جوائز عالمية جديدة يحصدها فيلم “قسم سيرياكوس”

تشرين- سناء هاشم:
من جديد يحصد الفيلم الوثائفي”قسم سيرياكوس” (The Oath of Cyriac) جائزتين عالميتين كأفضل قصة جسدت عملية إنقاذ آلاف القطع الأثرية.
ومؤخراً نال الفيلم جائزة الشرف لفئة “أفضل فيلم وثائقي” في مهرجان كارديف السينمائي بدورته الثامنة في مدينة “ويلز” بالمملكة المتحدة، بالإضافة إلى جائزتين حصل عليهما الفيلم من لجنة التحكيم في الجولة العاشرة لمهرجان (Arkhaios) للتراث الثقافي وعلم الآثار السينمائي.
يشار إلى أن الفيلم الوثائقي الذي أخرجه الفرنسي أوليفييه بورجوا، يحكي عن عملية لإنقاذ آلاف القطع الأثرية السورية ونقلها خلال الحرب، وهو مأخوذ عن قصّة حقيقية لأبطال سوريين دافعوا عن هويتنا وذاكرتنا من التخريب والنسيان، فظهروا كمن يشبهون أبطال الحكايات الشعبية الذين نجحوا في تحقيق عهدهم لوطنهم وللإنسانية جمعاء.
هذا ولازالت الجوائز تنهال على هذا الفيلم وتكسبه شهرة عالمية وكذلك أبطال متحف حلب وما قاموا به من إنقاذ (50) ألف قطعة تمثلنا جميعاً ليس فقط تاريخ سورية، وإنما تاريخ العالم بأسره.
المخرج بورجوا وعد أن يُنشر الفيلم في كل أنحاء العالم، كي يمجّد قصة الآثاريين السوريين الذي أَوفوا عهد الحفاظ على تراث سورية بصمودهم.. وبذلك، يسطّر الفيلم قصة أخرى عن الصمود والنجاح في التصدي للإرهاب الذي استهدف كل ما هو حقيقي وثمين في سورية.
ومن الجدير ذكره أن الفيلم يتحدث عن تكاتف مجموعة صغيرة من علماء الآثار والقائمين على المتحف، مع تصاعد وتيرة الحرب الإرهابية على مدينة حلب عام 2015، وذلك بهدف الحفاظ على المجموعات الأثرية من مقتنيات “متحف حلب الوطني”.. إذ تحدّى هؤلاء الأبطال نيران الحرب الشرسة التي شنّت على المدينة، ليبقوا أياماً بلياليها على أرض المتحف، في سبيل إتمام مهمتهم الإنسانية من دون كهرباء أو ماء، فعملوا بكل جهد وأمانة على إخفاء التماثيل الأثرية والمقتنيات الثمينة، للحفاظ عليها من أن تصل إلى يد الإرهابيين ولينجحوا في النهاية في إنقاذ محتويات المتحف ومقتنياته ونقلها إلى دمشق وأيضاً في أعمال ترميم أقسام المتحف جراء ما طاله من تدمير..
ومن دون مبالغة، كان “متحف حلب” وموظفوه والقائمون عليه، مثالاً حياً لصمود السوريين بوجه أعتى وأشرس الحروب الإرهابية، خاصة أنه يمثل ذاكرة إنسانية وثقافية وقيمة أثرية وتراثية مهمة ليكون شاهداً على تطور الثقافات والحضارات السورية على مر العصور من آرامية وآشورية وكلدانية وفينيقية ليشكل أيقونة تذكرنا بالماضي الموغل في القدم، إضافة إلى أنه من الأهم على مستوى العالم لما يحتويه من لقى يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار