التضخم يبلغ مستويات قياسية .. الأمريكيون يرهنون ممتلكاتهم لشراء وقود السيارات

أمين الدريوسي:

بلغت نسبة التضخم في الولايات المتحدة 8.6 % خلال شهر حزيران الحالي، حسب مؤشر أسعار المستهلكين الذي أصدرته وزارة العمل الأمريكية، ليسجل بذلك رقماً قياسياً هو الأعلى منذ 40 عاماً، نتج عن ذلك أزمة اقتصادية خانقة للمواطنين الأمريكيين انعكست بشكل مباشر على حياتهم المعيشية، خاصة فيما يتعلق بالوقود، الذي لم يعد باستطاعتهم دفع ثمنه وهو الأمر الذي بات يضطرهم لرهن ممتلكاتهم لقاء ذلك، حسبما رصدت الصحف ووسائل الإعلام الأميركية.

قالت الصحف الأمريكية : إن العديد من الأمريكيين يلجؤون إلى محلات الرهن للحصول على المال، نتيجة استمرار أسعار الوقود في الضغط على المستهلكين في جميع أنحاء البلاد.

كذلك محطة الأخبار المحلية “فوكس 24 نيوز” نقلت عن مالك محل رهن في تكساس قوله: إن السكان المحليين قد تحولوا بشكل متزايد إلى رهن ممتلكاتهم الشخصية من أجل شراء وقود السيارات، وهم يقومون برهن أشياء مثل الأسلحة النارية، والمعدات، وأجهزة الكمبيوتر، والهواتف، وأجهزة ألعاب الفيديو، وحتى العناصر ذات القيمة العاطفية، مثل المجوهرات والموروثات.

وأوضح: “إنهم يأتون ويقومون برهن أغراضهم الشخصية لمساعدتهم على الخروج من هذا المأزق، ونحن هنا لمساعدتهم”.

السيناتور الجمهوري عن تكساس تيد كروز علق على تقرير القناة منتقداً السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي جو بايدن، حيث غرد قائلاً: “الأميركيون يرهنون أشياء شخصية لدفع ثمن الوقود، هل هذا ما قصده بايدن عندما قال: نحن نغيّر حياة الناس؟”.

وفي تكساس بشكل عام، يبلغ متوسط سعر غالون البنزين حالياً 4.66 دولارات، وهو أدنى الأسعار على مستوى البلاد. ويبلغ المتوسط الوطني حالياً حوالى 4.98 دولارات للغالون.

بينما يشير العديد من هؤلاء العملاء إلى حاجتهم إلى دفع ثمن الوقود بسبب تنقلاتهم إلى العمل، فتحدثت أحدهم إلى القناة حول حاجتها إلى رهن زوج من سماعات الأذن من أجل السفر لحالات الطوارئ العائلية.

هذا وظهرت تقارير أيضاً من منطقة دالاس فورت وورث حول الزيادات في أعمال متاجر الرهن، حيث تحدث مالك متجر للرهن في دالاس، حول أسباب بيع العملاء لأغراضهم، موضحاً أن “البنزين والبقالة أمران شائعان يومياً، يجب أن أطعم عائلتي، لا أستطيع العمل”.

وقال أيضاً: في حين أن عدد العملاء قد ارتفع بشكل كبير في مواجهة التضخم، فإن المبيعات تراجعت، ما يترك فائضاً من البضائع غير المباعة على رفوفهم. وأضاف “إنه أمر غير مسبوق، لدينا أشياء تأتي كل يوم أكثر مما رأيناه في أي وقت مضى، ما نقوم بعرضه للبيع عندما لا يدفع شخص ما رهنه، يتزايد، ما يقلل من تكلفة البضائع”.

وفي حين أن الأسعار لا تزال مرتفعة، يمكن للمستهلكين توقع تراجع طفيف قريباً، حيث من المقرر أن تشهد أسعار الوقود أول انخفاض أسبوعي لها منذ نيسان الماضي، نتيجة لانخفاض تكاليف الوقود، وانخفاض طلب المستهلكين.