شهداؤنا مشاعل نور
إجلالاً لأكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر نكتب ويقيني أن الكلمات على بلاغتها ، واللغة على رحابتها ، تبقيان عاجزتين عن إيفاء الشهداء حقهم .
فهم من لبوا النداء وذهبوا بكل شجاعة و تصميم للذود عن حياض الوطن وسيادته ، وصوناً للعرض .
قدموا أرواحهم رخيصة مستعذبين الموت فداء للأوطان .
هنا يحضرنا قول شاعر العروبة سليمان العيسى في حضرة الشهادة ” ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا. عـنـد الشـهـيد تلاقى الله والبشر. نـاداهـم المـوت فـاخـتـاروه أغنية. خــضــراء مـا مـسـهـا عـود ولا وتـر.”
أمام روعة هذه الصور البديعة ، التي تجسد قمة الوطنية والتضحية ، هل من كلام أبلغ من هذا ؟
وتالياً هل نفي الشهداء حقهم ، ونحن نعيش بفضل تضحياتهم ..؟ قد تكون الإجابة لا، لأننا عاجزون مهما فعلنا عن إيفاء من افتدونا بأرواحهم لنعيش، لكننا وبمنتهى الوفاء لذكراهم نقول :إنهم مشاعل نور ، وصفحات خالدة في حاضرنا ومستقبلنا كما في ماضينا ، بل ما كان لنا أن نكون ونكتب لولا بطولاتهم وتضحياتكم، فهم من افتدونا لنبقى .
من شهداء السادس من أيار عام 1916 إلى شهداء الاستقلال ، وتشرين ، إلى شهداء عشرية النار، قوافل ما انقطعت يوماً ، والهدف كان وسيبقى وطناً حراً ، عزيزاً ، وشعباً جباراً ، سليل حضارة عمرها آلاف السنين .
لقد أرسى الشهداء بدمائهم الطاهرة مسار قوة ، أسست لعصر المقاومة، حيث واجهوا الموت بكل صلابة وشجاعة وكرسوا القاعدة الحية لقدرة شعبنا العظيم على تحمل الصعاب لتحقيق أقدس الأهداف والانتصار على مساحة الوطن. إننا إذ نستذكر بفخر وإجلال السادس من أيار ، إنما نفعل تمجيداً وتخليداً لمن بذلوا الغالي والنفيس وسطروا ملاحم بطولية في الدفاع عن الوطن وسيادته.
فالشهداء شكلوا الأنموذج الأسمى والأبهى ، في تكريس مسيرة الكفاح من أجل التحرر من الظلم والاستعمار، والاحتلال لتحقيق الحرية والاستقلال.
ذكرى السادس من أيار ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال وحافزاً للأحرار والشرفاء والمناضلين للاستمرار بالدفاع عن سورية حتى تحقيق النصر النهائي واستكمال مسيرة البناء والإعمار بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
المعركة اليوم هي نفسها معركة الأمس وإن تبدلت أشكالها وأدواتها ومسمياتها، حيث تتعرض سورية منذ أكثر من عشر سنوات لأبشع أنواع الحروب والحصارات والعدوان ، و صمود الشعب السوري وإصراره على الوقوف بصلابة للدفاع عن سيادة وكرامة وطنه إنما هو وفاء للوطن والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ليبقى وطننا حراً عزيزاً.