يوسف الغرياني: الدراما الليبية متوقفة لذا أردنا تنشيطها من خلال شقيقتها السورية

هو واحد من أبرز نجوم الكوميديا في المسرح والتلفزيون الليبي لأكثر من ٤٠ عاماً، اشتهر باسكتشاته الساخرة التي كان يقدمها في رمضان كل عام مع زميله الراحل إسماعيل العجيلي، واليوم يعود الفنان الليبي يوسف الغرياني بعد غياب إلى الأعمال الدرامية العربية من خلال مسلسل “صدر الحكم ” إلى جانب نخبة من النجوم السوريين ..
“تشرين” التقت الفنان يوسف الغرياني في دردشة سريعة خلال تصوير المسلسل وتحدث عن سبب تواجده في العاصمة السورية قائلاً: أصور حالياً مسلسلاً بعنوان “صدر الحكم” عمل سوري ليبي مشترك إخراج علي الجالي، وهو كوميديا تشبه حكايانا الشعبية التراثية العربية، فكل حلقة يعالج فيها القاضي نور الدين قضيةً من قضايا النزاع بين الناس مثل « الغش والاحتيال و السرقة والميراث والصداقة والأمانة وعقوق الوالدين..» ، وأكمل أن القاضي شخصية عاقلة ورزينة يحاول رد الظلم ونشر الخير، ويحكي حكايات ظريفة في دار القضاء، وعندما يحقق في قضية ما يتنكر ويذهب إلى الموقع الذي تجري فيه «الحدودتة» ويتتبع أطراف القضية ويقتص من الجاني ليصل إلى الحق والعدل بأسلوبه الخاص مجنداً كل إمكاناته لما فيه خير المدينة وتحقيق العدالة، وميزته أنه رجل بعيد عن التسلط والظلم..
وبخصوص زمن العمل قال: إن أحداثه تجري في إحدى المدن العربية في فترة ما ويبدو للوهلة الأولى أن اللباس يوحي إلى حقبة معينة لكن الزمن غير محدد، وتم اعتماد اللغة العربية الفصحى لتسهيل مرور الدراما الليبية، كما استطاعت المؤلفة بشرى عباس مع منصور الديب ومحمود حميرة إثراء العمل بالحكايات الشعبية، وفي تعاوننا المقبل سنعمل على دمج اللهجتين الليبية والسورية، وقد بدأت براعم هذه البذور بالتفتح بدخول عدة ممثلين ليبيين في الدراما السورية..
وعن أهمية الإنتاجات العربية المشتركة قال: الأعمال الثنائية العربية من شأنها إحياء التعاون المشترك بين البلدين لتقديم مسلسلات مميزة، إضافة إلى كسر الجمود والاختلاف اللذين أضرّا بالساحة الفنية الليبية ،وكما نعلم فقد قطعت الدراما السورية شوطاً كبيراً، وأخذت مكاناً في المنطقة العربية وباتت تساوي مصر، وأحياناً تتفوق عليها في بعض الأماكن، نحن مررنا بأحداث معينة تسببت بتأخر الدراما الليبية، وتعطلت لفترة من الوقت وتأخرت ودخلت في مصير مجهول رغم أنها تملك إمكانات لدراما عربية لائقة، لكن الآن جاء التفكير الجدي بأن الدراما الليبية متوقفة لذا أردنا تنشيطها من خلال الدراما السورية لكونها الأجود والأنشط والأقوى والأكثر انتشاراً ونستطيع من خلالها تطويع ما نملكه من خبرات عبر الدراما، لذا كان هناك دمج بين ممثلين ليبيين ونجوم سوريين عبر المسلسل، فالدمج بين الاثنين في عمل تاريخي أنتج هذه التوليفة التي حملت عنوان “صدر الحكم” هذه الشخصيات الفنية الليبية ستمر إلى جانب النجوم السوريين علّهم يأخذون مكانهم ويعوضون توقفهم لسنوات خلت.. وبيّن الغرياني أن الفنان دريد لحام قطع شوطاً كبيراً بالدراما في التلفزيون السوري وأَضاف: لا نستطيع أن ننكر أنه من أوائل من سوّق للدراما السورية وأول من أخرجها خارج حدود وطنها ونقلها إلى العالم العربي، رغم أنه بدأ بمجموعة بسيطة مع زملاء وشركاء حقيقيين وتطورت فيما بعد إلى أن أصبحت أعمالاً فنية، وهو رائد الكوميديا ليس في سورية فقط بل في الوطن العربي..
وعن تاريخ الكوميديا في ليبيا وكيفية إنعاشها يجيب الغرياني: إن لكل بيئة لونها وفكاهتها، والسوريون لهم لونهم وتطوروا إلى ما هو أكبر ليكتسحوا بدراماهم الوطن العربي، وكذلك الأمر في العراق ومصر وأيقونات الإضحاك والكوميديا كثيرة، وفي ليبيا البيئة لها شخوصها وطعمتها ونكهتها ويحتاج العمل الكوميدي مقومات كالدعم وخلق الفكرة وتصويرها فيما بعد مع الممثل المعني بهذا المجال، وشدّد على موضوع المخرج بأن يمتلك القدرة على الالتقاط وخلق صورة متكاملة للموقف المضحك الذي يقوم بكتابته مؤلف مبدع ويجسد ما كتب ممثل كوميدي بارع يعطي من روحه وشخصيته للورق المكتوب ويغرف من مخزونه ليبهج الناس، وهذه العناصر ضرورية لإكمال العملية الفنية والبصرية.
وعن سر اسم “قزقيزة” ومعناه لفت الغرياني إلى أنه في الزمن القديم قدم قالباً لشخصية كوميدية التصقت به وبذاكرة الجمهور الليبي وهي تشبه شخصية “غوار” التي أداها النجم العربي دريد لحام باقتدار والتصقت به لسنوات طويلة واسمها “قزقيزة” وهي شخصية كوميدية قدمها مع شريكه الراحل اسماعيل العجيلي واستمرا معاً عدة عقود في التلفزيون والمسرح، وأشار إلى أن كل فنان في مرحلة من حياته تظهر طفرات وأشياء بسيطة على مستوى التفكير والنخبة الفنية ويتم تجاوز هذه الشخصية عندما يقدم عملاً درامياً ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار