بسام كوسا في حفل توقيع منجزه الروائي “أكثر بكثير ” : معركتنا مع الحياة معركة ثقافية وأخلاقية

“بمنشار النجار الشاب وعدّته الكاملة تمكنت أمي من إنجاب خمسة أولاد وكانت على استعداد لأن تنجب أكثر لولا أن النجار الشاب غادر الحارة كلها بعد أن قرّر الزواج من ابنة عمه بناء على رغبة أهله ، كان أبي يسير في الطرقات متبختراً مثل فحل حقيقي وهو يوزع السلامات على كل من يصادفه في طريقه

– أهلا يا أبو مبروك” .
هذه بعض الملامح الجذابة التي تصدّرت الغلاف الخلفي لرواية “أكثر بكثير” للفنان بسام كوسا الصادرة عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، وقدّم فيها حالة من البوح الوجداني لما يعتلج دواخله بأسلوب سردي إبداعي لا يخلو من التشويق .
واليوم وبحضور إعلامي فني وجماهيري حاشد وقع الفنان بسام كوسا إصداره الروائي “أكثر بكثير ” في غاليري جورج كامل ، وهو العمل الأدبي الثاني لكوسا بعد مجموعته القصصية الأولى الصادرة عام 1998 التي حملت عنوان” نص لص” .
وأكد في كلمة وجهها للصحفيين حول إصدار الكتاب ومضمون ما يحمله :”أن هذا الكتاب الروائي واحد من المشاريع التي يمكن التفكير بها ، وهو أمر مرتبط بالشخص نفسه بأن يبدي رأيه أو وجهة نظره بموضوعات معينة ، التي قد لا نستطيع قولها عبر الدراما أو السينما أو المسرح أو القصة القصيرة، وهو جنس فني أدبي كان يستهويني دائماً وحاولت أن أجرب فيه.
وأضاف:” الكل يعلم أن كتابة العمل الروائي عمل شاق جداً ومضن، رغم أنه ليس مضمون النتائج ، ولدي كامل الثقة بأن هناك أناساً سيكونون مع هذا العمل أو ليسوا معه وربما ضده، وأنا أعتبرها ظاهرة صحية التباين في وجهات النظر بين كل أنواع الثقافات والإبداعات ، وما قدمته هو استطاعتي وإمكانياتي وأنا لست شخصاً محترفاً بل مجرد هاوٍ لا أملك سوى مجموعة قصصية صغيرة، وهو محاولة وتجريب في حقل لم أجربه سابقاً، وكنت أحلم دائماً بالقيام به وأتمنى أن يجد القبول .
وبخصوص مضمون الكتاب نوه كوسا الى أن الكتاب عبارة عن وجهات نظر حاول ان يعبر عنها بطريقته وكما يراها ، وهي أراء تخص حياتنا وتلامس بعض همومنا، وحاولت التعبير عن هذه المسألة بالرواية.
وبخصوص إصدار الرواية الأن وهل ستعوض عن غيابه بالدراما أجاب كوسا :”أنا لست مبتعداً عن الدراما ، والكتابة ليست عملية ملء فراغ بل كتابة عمل وتقديمه أخذ وقتاً ربما قرابة سنتين أو أكثر و بغض النظر عن النتائج التي لا أضمنها ولكن ليس هذا انقطاعاً فأنا لست كاتباً ولدينا روائيون محترفون قدموا إبداعاتهم ، ولم أكتبه لأن لدي سلسلة نشاطات في الأدب ، ولا أعتبر ما كنت أنشره بالصحافة المحلية والعربية يمت بصلة إلى الرواية ،وهذا ليس انقطاعاً بل يدرج تحت بند الهواية وربما لا أكتب بعدها أو قد أكتب عملا روائيا أخر يشجعني بعد فترة .
ولقت كوسا إلى أنه اختار العنوان لكونه يمس ولو قليلاً مضمون الرواية..
وحول مدى تفاؤله بانتشار الكتاب قال كوسا:” المعرفة شأن أساسي والثقافة شأن ثقافي وكل معركتنا مع الحياة باتت معركة ثقافية وأخلاقية، وبالتالي نسبة القراءة انخفضت وخاصة في دول العالم الثالث ، والحصول على المعلومة بسرعة قلّل من القراءة الورقية التي انخفضت بشكل هائل وهي بالأصل منخفضة وحتى في العالم وباتت في مكان لا نحسد عليه .
وبخصوص تحويل الرواية إلى عمل فني أجاب كوسا :”لا أعتقد أن تكون موجودة كعمل درامي إلا إذا أخذ منها شيء وعندما تقدم شيئاً للناس يجب أن تكون مسؤولاً عنه وعن ذائقته ومخزونه الإنساني والمعرفي والأخلاقي،فهي مسؤولية بالنسبة لي بتكوين عملي بشكل عام ،وأنا أخذ المتلقي بعين الاعتبار قدر ما أستطيع لأن الحالة الإبداعية لاتكتمل إلا بالمتلقي وإلا كل الأعمال التي نقدمها من دون المتلقي ليس لها أدنى قيمة .
و حول البناء الروائي قال كوسا: “حاولت أن أبني العمل الروائي بالشكل المتعارف عليه والتقليدي وهناك كسر في بعض القواعد في بناء العمل الروائي التي أعرفها ، لذلك حاولت قدر المستطاع ان يكون بنية إبداعية وأدبية بشكل مختلف لإيصال ما أريد من خلال هذه الرواية .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار