الدكتورة هنادي درويش: سورية لن تكون بمعزل عن تأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية
أكدت الدكتورة هنادي درويش أستاذة في كلية الاقتصاد في جامعة طرطوس إن حجم تأثير الأزمة الروسية-الأوكرانية لن يكون محدوداً بمنطقتهما بل سيمتد عالمياً، ويأتي ذلك من الثقل الدولي لروسيا، إضافة إلى الحجم الكبير لصادراتها من سلع هامة كالغاز والنفط والقمح إلى دول كبرى (مثل الأوروبية)، وقد لاحظنا مع بدء الإعلان عن العمليات العسكرية في هذه الأزمة تراجعاً كبيراً لبورصات العالم وارتفاع أسهم أهم المواد التي تصدرها روسيا بكميات ضخمة، وفي حال فرض العقوبات على روسيا، فإن ذلك سيرتد يدروه بأزمة نفط وغاز في دول أوروبية، حيث إن أكثر من 40% من غازها و27% من نفطها يأتي من روسيا، ورغم بحثها عن توفير بديل من دول عربية وغيرها، إلا أن ذلك ليس بالهيّن نتيجة تفوق روسيا في إنتاجهما على الصعيد الدولي، وارتباط البدلاء بالتزامات مع دول أخرى غير أوروبية، ولن يصعب كثيراً على روسيا أن تحرم أوروبا من هاتين المادتين وتتجه إلى أسواق صديقة في آسيا بسهولة.
وبالنسبة للدول الأخرى -ومنها سورية- أكدت درويش أنها لن تكون بمعزل عن التأثير المباشر وغير المباشر لهذه الأزمة في مجال الغذاء والصناعات الأخرى، فارتفاع أسعار النفط يعني مباشرة ارتفاع أسعار المنتجات المصنوعة وأجور نقلها واستيرادها وكل ذلك سيتم تحميله للمستهلك النهائي بعد إضافته للسعر، كما أن معظم الدول العربية مستوردة للقمح (مصر والجزائر وليبيا وتونس …) ولاسيما من روسيا، وهذا ما سيجر معه تأثراً سلبياً كبيراً في حجم مستورداتها من هذه المادة، وسينعكس بدوره على مدى توافر الخبز وبسعر يقدر على تحمله الفقراء أم لا؟ وباعتبار روسيا دولة صديقة لسورية فإنها قد لا تقلل حصتنا من صادراتها القمحية، لكن لن نكون محميين من تأثير الأزمة من خلال بقية الدول المتأثرة والتي نتعامل معها، وسيلاحظ ذلك بارتفاع أسعار النفط وأسعار المنتجات المستوردة من غذائية وغيرها، ولاسيما أننا مازلنا نعتمد على الاستيراد بشكل كبير.