الكليات.. أين المقومات؟
خرج المقرّ الرئيس لكليات الآداب والطب البيطري والعلوم الواقع في بلدة المزيريب بمحافظة درعا من الخدمة منذ السنوات الأولى للحرب على سورية، ما دفع لنقلها لمدينة درعا والدوام في بناء المعهد التقاني المصرفي بموقع البانوراما مع كليات أخرى موجودة من السابق وفي المدرسة الفندقية المجاورة، الأمر الذي تسبب بضغط وحشو كبير للطلاب أثناء إعطاء الدروس أو تنفيذ الامتحانات.
مؤخراً تم استئجار بناء الثانوية الشرعية في مدينة درعا ونقل طلاب كليتي العلوم والطب البيطري إليها، ما يعد مكسباً يسهم في تخفيف التزاحم الشديد الحاصل في بناء البانوراما، خاصةً أن الظروف والإمكانات الحالية لا تسمح بعودة قريبة لمقرّ المزيريب الذي يحتاج اعتمادات كبيرة لإعادة تأهيله بعد أن تضرر وسرق أغلب مكوناته ضعاف النفوس، لكن المشكلة أنه جرى الاستعجال في الانتقال لبناء الثانوية قبل إتمام تأهيلها ما أثار شكوى كبيرة لدى الطلاب.
بالمنظور العام، فإن الثانوية ليست إلا حلاً جزئياً للمشكلة، إذ إن الضغط خفّ في بناء البانوراما لكنه لا يزال قائماً في المدرسة الفندقية حيث يداوم طلاب كلية الآداب، والمعاناة تبدو على أشدها وخاصةً أثناء الامتحانات التي ينفذ بعضها في البهو والممرات.
المهم طرحه أيضاً أن هناك نقصاً في الكادر التدريسي على الملاك.. ولا بأس عندما تتم الاستعانة بكادر تدريسي من ملاك جامعة دمشق لبعض الكليات مثل: الاقتصاد والحقوق والتربية، لكن غير المقبول هو استمرار الاستعانة بمن يحملون شهادات أقل من الدكتوراه من خارج الملاك بموجب عقود وساعات للتدريس وخاصة في قسمي اللغة الإنكليزية واللغة العربية أو غيرهما.
إن عدد طلاب كليات التربية والعلوم والاقتصاد والحقوق والآداب والطب البيطري في درعا ليس بقليل إذ يتخطى 18 ألف طالب، ما يستدعي ضرورة أن تلحظ خطط وزارة التعليم العالي إنشاء أبنية مناسبة ضمن مدينة درعا في المستقبل القريب لحل مشكلة التزاحم وإتاحة الفرصة لافتتاح كليات جديدة، مع ضرورة تعيين كادر تدريسي كاف لمختلف الكليات والاستغناء ما أمكن عن المكلفين من خارج الملاك ممن لا يحملون شهادة الدكتوراه، وكذلك تلافي النقص الحاد بالإداريين، وتأمين نقل داخلي يراعي في خطوطه تخديم مختلف الكليات وحتى انتهاء وقت الدوام الذي يتأخر حتى المساء، وتأمين التدفئة وتحسين واقع المرافق الصحية والموقع العام.. فهل من مستجيب؟.