غلاء سعر القهوة عالمياً عكّر “الصبحيات”!
لم تسلم رائحة صباحات البيوت المشبعة بعبق القهوة من غلاء يطولها كما بقية المنتجات والسلع في أسواقنا، بعدما شق الغلاء طريقه نحو أكثر المواد الداخلة بمزاج الناس «الرايقة» كما ينعت العامة شاربي القهوة، رافعاً سعرها إلى حدود عالية، دفعت المستهلكين للفناجين الصباحية إلى خفض كمياتهم، أو صرف النظر عن احتساء المزيد في اليوم الواحد، أو استبدال «الضيافة» بمشروبات ساخنة بديلة.
ارتفاع سعر القهوة قض مضاجع شاربيها مع كل صباح من دون طائل، نتيجة عدم التخلي عن عادة احتساء فنجان قهوة صباح كل يوم، إذ درجت عادة الناس مباشرة يومهم بمزاج عالٍ، وبات يتسبب عدم احتساء المشروب الساخن -مع ما يحوي من «الكافيين» المنشطة للجملة العصبية- بتعكير المزاج ولو بشكل مؤقت.
في المقابل يصل سعر البن «إكسترا» إلى أكثر من «40» ألفاً حسب الكميات المضافة من الهال، ورغبة الزبون، حسب بائع البن الحاج عبد القادر ربيع، أما البن العادي فقد وصل إلى (35) ألفاً.
صاحب المحل العابق برائحة القهوة المحمصة المنسابة من دون استئذان إلى الزبائن الذين لا يخفون شغفهم بتذوق البن البرازيلي بالهال يقول: لا نستطيع التكهن بما ستؤول إليه الأسعار، ففي الآونة الأخيرة ارتفع سعر المادة بشكل كبير.
من جانبه يعزو عضو مجلس إدارة غرفة تجارة حلب سمير كوسان في حديثه لـ«تشرين» الارتفاع بأسعار القهوة إلى ارتفاع سعرها العالمي، وقال: لدى رجوعنا للمستوردين تبين وجود عوامل منها الجفاف الحاصل في البرازيل وغزارة الأمطار في كولومبيا، إضافة إلى قلة «الحاويات» مستوعبات الشحن من فيتنام, وهي أكثر الدول التي يعتمد عليها في استيراد المادة، إضافة إلى زيادة في أسعار الشحن عالمياً، وكل هذه العوامل اجتمعت لتسبب هذا الارتفاع في السعر.
ورغم تذمر أصحاب المشروب الأسود من هذا الغلاء، يعتقد الكثيرون أن لهذا جانباً إيجابياً فيه تقليل من مادة تنذر بخطر جسيم على جسم الإنسان في حال زادت على حدها، كما يرى أحد المهتمين بهذا الشأن ممازحاً أنها قللت على الطرف الآخر الكثير من جلسات النميمة، ولاسيما في «صبحية» السيدات اللواتي تجمعهن القهوة، فالقليل منها يكفي لما وصفه بـ«لمة الحبايب» بين النساء.
وتردف إحداهن في معرض ردها عن تأثير أسعار القهوة على جلساتهن: يمكننا استبدال القهوة بالكثير من المشروبات الساخنة في هذه الأجواء الباردة، كالزهورات والشاي الأخضر، مع أن الأحوال الصعبة التي يعيشها الجميع قللت من هذه «الجمعات» المحببة لنا في كل صباح.