مقبرة الإمبراطوريات

أشار مقال نشره موقع «رون بول إنستيتيوت» الأمريكي إلى أن الحرب الشاملة التي شنتها الولايات المتحدة على أفغانستان على وشك الانتهاء بعد عقدين من الزمن واجه خلالها الأفغان القوة الكاملة لـ«الإمبراطورية» الأمريكية، بما يشمل موجات من القاذفات الثقيلة «بي-1 وبي-52»، وأساطيل من الطائرات من دون طيار القاتلة والضربات الجوية المستمرة من القواعد الجوية الأمريكية في أفغانستان وآسيا الوسطى والخليج، وفرق الاغتيال التي أرسلتها الولايات المتحدة وبريطانيا، فضلاً عن المجاعة والمرض، وتفشّي استخدام أبشع أساليب التعذيب من قبل القوات الغربية.
وقال المقال: كل تلك الوحشية الأمريكية كانت في سبيل الدفاع عن الحكومات الأفغانية العميلة التي نصّبتها الولايات المتحدة والتي كان عملها الرئيس حماية تجارة الأفيون المتنامية في البلاد، التي جعلت من أفغانستان أكبر مصدر للأفيون/المورفين الذي تم تحويله إلى هيروين.
ولفت المقال إلى أن التكلفة المعروفة لهذه الحرب غير المجدية كانت تريليوني دولار أمريكي، إضافة إلى مئات الملايين من المدفوعات السرية لتوظيف مرتزقة من حلفاء الولايات المتحدة للقتال في أفغانستان، كما فقدت الولايات المتحدة أكثر من 31 ألف شخص، وعدداً غير معلوم من الوفيات في صفوف الأفغان، ووفقاً للتقديرات يتراوح عددهم بين مئة ألف ومليون شخص.
وتساءل المقال: وماذا بعد؟ ليجيب قائلاً: في الواقع تحاول الولايات المتحدة إيجاد طريقة للبقاء منخرطة في أفغانستان من خلال شن هجمات جوية من قواعدها في الخليج وربما من قواعد جديدة أخرى لها في آسيا الوسطى، فالقوة العسكرية الأولى في العالم لا تستطيع ببساطة أن تتحمل إهانة الهزيمة في أفغانستان، ولا شك بأن كل هؤلاء «الخبراء» الأمريكيين والبريطانيين الذين دافعوا عن الحرب على أفغانستان يخفون وجوههم الآن، كما فعلوا بعد كارثة العراق.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار