تعتزم السلطات المصرية الإفراج عن سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن” المحتجزة لديها منذ نهاية آذار/مارس. ويأتي ذلك بعد توصل القاهرة ومالك السفينة إلى اتفاق يقضي بتقديمه تعويضات للقاهرة لقاء الخسائر والأضرار التي تكبدتها من جراء تسبب “إيفر غيفن” في إغلاق قناة السويس الإستراتيجية لنحو ثلاثة أشهر.
يأتي هذا بعد توصل السلطات المصرية لإبرام اتفاقية تعويض مع مالك السفينة الياباني، ستفرج القاهرة الأربعاء عن سفينة الحاويات العملاقة “إيفر غيفن” المحتجزة منذ نهاية آذار/مارس بعدما تسببت بتعطل الملاحة في قناة السويس إثر جنوحها في الممر المائي الإستراتيجي.
ويذكر أن صور هذه السفينة البالغة قدرتها التحميلية أكثر من 200 ألف طن وهي تسد على مدى ستة أيام الممر البحري البالغ الأهمية قد تصدرت في نهاية آذار/مارس وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي.
واليوم ، 7/7 وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انتهاء الحادثة، ستقيم هيئة قناة السويس حفلاً في مدينة الإسماعيلية، حيث مقرها الرئيسي للاحتفال بـ”توقيع اتفاقية” التعويض و”مغادرة السفينة”.
وكانت السلطات المصرية أعلنت الأحد أنها توصلت إلى “اتفاقية تسوية” مع شركة “شوي كيسن” اليابانية المالكة لـ”إيفر غيفن” ينص على الإفراج عن السفينة مقابل حصول القاهرة على تعويض عن الخسائر والأضرار التي تكبدتها من جراء إغلاق القناة، من دون أن يعلن أي من الطرفين عن قيمة التعويضات التي اتفقا عليها.
وكانت الهيئة أعلنت خفض مبلغ التعويض المطلوب لقاء الخسائر والأضرار والأرباح الفائتة التي نجمت عن جنوح السفينة من 916 مليون دولار إلى 550 مليون دولار.
والثلاثاء قضت محكمة الإسماعيلية الاقتصادية برفع الحجز التحفظي عن السفينة التي ترفع علم بنما وتشغلها شركة “إيفرغرين مارين” التايوانية.
وخلال مقابلة تلفزيونية الأحد قال رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إن مصر ستتلقى من الشركة اليابانية المالكة للسفينة، بالإضافة إلى التعويض المالي، قاطرة بحرية بقوة شدّ تبلغ 75 طناً. وتابع ربيع “لقد حافظنا على حقوقنا وحافظنا على علاقات جيّدة مع عملائنا”.
وأشار رئيس هيئة القناة إلى أنّه سيتّم أيضاً تعويض أسرة أحد عمال الهيئة الذي توفي أثناء عملية تعويم السفينة.
وتعطلت حركة الملاحة في قناة السويس في كلا الاتجاهين في 23 آذار/مارس حين جنحت “إيفر غيفن” خلال عاصفة رملية وتوقفت في عرض مجرى القناة، واستمر تعطل حركة العبور في القناة ستة أيام، وقدرت هيئة القناة الخسائر التي تكبدتها مصر من جراء الحادث بما بين 12 و15 مليون دولار في اليوم الواحد.
والسفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، كانت متّجهة من الصين إلى ميناء روتردام الهولندي.
وشاركت في عمليات تعويم السفينة أكثر من عشر قاطرات إضافة إلى جرّافات لحفر قاع القناة، في عملية بالغة التعقيد بسبب الطبيعة الصخرية للمجرى المائي.
وتؤمن قناة السويس عبور 10 في المئة من حركة التجارة البحرية الدولية، وتشكل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.
وفي 11 أيار/مايو الفائت، أقرت القاهرة مشروع لتطوير قناة السويس يشمل توسعة وتعميق الجزء الجنوبي للقناة حيث جنحت السفينة العملاقة.
وكان السيسي تعهد إثر جنوح “إيفر غيفن” شراء كل المعدات التي تحتاج إليها قناة السويس لمواجهة مثل هذه الأزمات الطارئة.