“زراعة حماة” تبدأ حملة مكافحة واسعة لذبابة الزيتون وحفار ساق التفاح
تشرين- محمد فرحة:
ألحقت ذبابة الزيتون وحشرة حفار ساق التفاح هذا العام أضراراً بالغة الخطورة والأثر السلبي انعكس بشكل واضح وكبير على إنتاج هاتين الشجرتين.
فها هم المزارعون مع بداية جني مواسم هذه الأشجار يتحدثون بصوت عالٍ عما لحق بإنتاجهم من تساقط لثمار الزيتون ومن أذية بالغة لحفار الساق لأشجار التفاح، الأمر الذي دفع بمديرية زراعة حماة لتنفيذ حملة واسعة لمكافحة هاتين الحشرتين. صحيح أن الحملة جاءت متأخرة كما ذكر عدد من المزارعين، لكنها قد تقي الأشجار للموسم القادم فيما لو كانت المكافحة جماعية وواسعة بحيث تشمل كل البساتين المحيطة ببعضها.
مدير الوقاية في زراعة حماة المهندس فهد محفوض، أوضح لـ”تشرين” أبعاد وخلفيات هذه الحملة، أي مكافحة ذبابة الزيتون وحفار ساق التفاح بأنها تهدف إلى القضاء على الحشرتين تلافياً لما قد يحدث ويلحق بالأشجار الموسم القادم ناهيك بيباس أغصان أشجار التفاح من جراء فتك حشرة حفار الساق به.
وزاد على ذلك بأن هذه الحملة شملت وتشمل كل مناطق وأماكن تواجد هاتين الشجرتين، وتحديداً مناطق مصياف، نظراً لشدة الإصابة وقوتها وتأثيرها هناك على الإنتاج والأوراق وعلى المزارعين، وعلى مردود زيت الزيتون.
وعن أسباب هذه الإصابات يكشف مدير الوقاية أن الظروف المناخية التي سادت خلال فترة الصيف، والتي كانت مناسبة جداً لنشاط هذه الذبابة، وارتفاع نسبة الرطوبة في منطقة مصياف، ما أدى إلى انتشار الإصابات بأمراض فطرية من فطريات التعفن على ثمار الزيتون.
من جانبه، مدير الزراعة المهندس أشرف باكير أشار إلى خلفيات وتداعيات كل ذلك بأن انتشار هذه الذبابة أدى إلى خسائر كبيرة، وقد يؤثر أيضاً في مردود إنتاج الزيت، حيث يستهلك الفطر المحتوى المائي للثمرة ويسبب تجعدها ومن ثم تساقطها.
وتطرق باكير إلى أن ارتفاع نسبة توسع وجود الذبابة عمودياً وأفقياً أثر على المردود والإنتاج رغم أنه كان مميزاً هذا العام، وقدر بحوالي ٩١ ألف طن.
وفي معرض إجابته على سؤال: لماذا جاءت الحملة متأخرة ولماذا لم تكن قبل فوات الأوان؟
أوضح مدير زراعة حماة أن الوحدات الإرشادية قامت بالعديد من الندوات واللقاءات مع المزارعين وحذرت من ذلك عبر شعب الوقاية وشجعت المزارعين على المكافحة ونصب الكمائن والمصائد الجذابة للحشرة، لكن المزارعين لم يأخذوا الأمر على محمل الجد ولم يلتفتوا إليه ويعيروه كل الاهتمام، فمزارعو التفاح هم أكثر استجابة لذلك.
بالمختصر المفيد: حذرت “زراعة حماة” المزارعين بتنظيف ما تحت الأشجار من مخلفات قطاف الزيتون والأعشاب وكل النباتات المتطفلة والتعاون مع حملة المكافحة هذه.
هذا وقد بدأ جني المحصول هذا العام بشكل مبكر. وتشير المعلومات الواردة من معاصر الزيتون إلى أن نسبة المستخلص متدنية جداً بين الـ ١٠ و١٥ % وأحياناً أقل بكثير، وهذا غير مبشر ، بمردود إنتاجي كبير، ما يشي بأن وزارة الاقتصاد قد تسرعت بقرار تصدير عشرة آلاف طن، وهذا القرار لا يخدم سوى تجار المادة.