التفكير المفرط يسبب مشاعر سلبية وآلاماً في الدماغ

تشرين:
نشرت الجمعية الأميركية لعلم النفس دراسة حديثة توصلت إلى أن الجهد العقلي، يؤدي إلى مشاعر سلبية وإرهاق ‏نفسي يمكن أن يسبب آلاماً في الدماغ، حسب ما ذكرت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية.‏
ووجدت الدراسة التي شملت مجموعة واسعة من المهن عبر 29 دولة علاقة مباشرة بين الجهد العقلي والشعور ‏بالانزعاج.‏
وأظهرت الدراسة المنشورة في دورية «‏Psychological Bulletin‏» الأكاديمية، أن الإحساس بالألم بعد التفكير ‏الشديد ينطبق على فئات سكانية محددة ذات خصائص معينة، إذ إن التفكير المؤلم له تأثير أقل على سكان الدول ‏الآسيوية مقارنة بالدول الأخرى.‏
وحللت الدراسة التي حملت عنوان «الانزعاج من التفكير: مراجعة تحليلية شاملة للعلاقة بين الجهد العقلي والتأثير ‏السلبي»، نحو 170 دراسة سابقة لاستخلاص استنتاجاتها.‏
ورغم وجود علاقة إيجابية قوية بين الجهد العقلي والشعور بالضيق، فإن هذه العلاقة ليست ثابتة؛ بل تتأثر بعوامل ‏عدة استناداً إلى طبيعة المهنة والملاحظات الواردة، وفق الدراسة، التي أكدت أن المستوى التعليمي، خاصة إتمام ‏الدراسة الجامعية، يؤثر بدوره على هذه العلاقة.‏
وشملت الدراسة مجموعة واسعة من المهن، بما في ذلك الأشخاص الذين يعملون في مجال الرعاية الصحية والموظفون ‏العسكريون والرياضيون الهواة وطلاب الجامعات.‏
وتباينت المهام الـ358 التي تمت دراستها فيما يتعلق بالتفكير المفرط، إذ عبر جميع المشاركين، وفق الدراسة، عن ‏زيادة شعورهم بالضيق والإرهاق كلما زاد الجهد العقلي.‏
وأوصت الدراسة بأن يقدم أرباب العمل والمؤسسات التعليمية الدعم والمكافآت للأشخاص الذين يقومون بمهام صعبة ‏عقلياً.‏
إلى ذلك، أظهرت مراجعة جديدة لأبحاث سابقة أن الشعور بالإرهاق العقلي عند مواجهة مسائل رياضية معقدة أو اتخاذ ‏قرارات صعبة ليس مجرد إحساس عابر، بل يمكن أن يكون سبباً في الإجهاد.‏
وبحسب باحثين من جامعة رادبود في هولندا، تشير النتائج إلى أن الجهد الذهني ليس نشاطاً ممتعاً في حد ذاته، على ‏الرغم من أننا نختار أحياناً الانخراط فيه.‏
ونقل موقع “ساينس أليرت” عن عالم النفس إريك بيغلفلد قوله: إنه غالبًا ما يتم تشجيع الطلاب والموظفين على بذل ‏جهد ذهني، ما يعطي انطباعًا بأنهم يستمتعون بالتفكير العميق. لكن نتائجنا تشير إلى أنّ هذا الاستنتاج غير صحيح؛ ‏فالناس عمومًا لا يحبون الجهد الذهني.‏
وأشار بيغلفلد إلى أهمية هذه النتائج للمهندسين والمعلمين عند تصميم الأدوات والمهام التعليمية، مؤكدًا أنّ العقل ‏البشري يميل إلى اعتبار الجهد الذهني تجربة غير مريحة.‏
واعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل 170 دراسة سابقة شملت 4,670 مشاركًا وأجرت 358 اختبارًا معرفيًا. ‏
وأظهرت النتائج وجود ارتباط قوي بين زيادة الجهد الذهني وتزايد المشاعر السلبية مثل الإحباط والتوتر والقلق، كما ‏لوحظ أن هذه العلاقة متواجدة عبر مختلف الفئات العمرية والمهنية، بدءًا من الطلاب وصولاً إلى العسكريين. ‏
وفي حين أن البعض يختار الانخراط في أنشطة ذهنية مثل الشطرنج، يرى باحثون أن ذلك قد يكون بسبب المكافآت ‏التي تعقب هذه الأنشطة، مثل الفوز أو التفاعل الاجتماعي أو المكاسب المادية، وليس بسبب الاستمتاع بالجهد ذاته.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار