«إدارة الضرائب» تطلق قريباً منظومة الفوترة الإلكترونية وأخرى لترميز السلع في «التجارة الداخلية»
تشرين- إبراهيم غيبور:
ضمن خطة استكمال أتمتة أعمالها، وتنظيم العلاقة مع المكلفين وصولاً إلى تحقيق العدالة الضريبية ومنع التهرب الضريبي، تطلق الهيئة العامة للضرائب والرسوم قريباً منظومة الفوترة الإلكترونية.
وتختلف منظومة الفوترة الإلكترونية عن الربط الإلكتروني بإعتبارها مستوى أعلى وأوسع وأكثر شمولاً من الربط، وفق ما أكده منذر ونوس معاون وزير المالية لشؤون السياسة المالية في تصريح خاص لـ«تشرين»، فهي تتيح الحصول على معلومات أشمل عن السلعة أو الخدمة الموجودة في الفاتورة، وكذلك كمية السلع وقيمتها، بما في ذلك التحقق من وجود ضريبة أو رسم خاص على سلعة ما.
ونوس: تساعد في تدقيق أكبر على الأنشطة والفعاليات الاقتصادية
وتأتي أهمية منظومة الفوترة الإلكترونية، حسب معاون الوزير، من كونها تساعد على تدقيق أكبر على الأنشطة والفعاليات الإقتصادية، وتحقق أكبر قدر من الشفافية في التعامل مع المكلفين، وفي المقابل تساعد على التزام أكبر من المكلف، ولاسيما في علاقته مع إدارة الضرائب، بمعنى أنها تعزز الثقة بين جميع أطراف العملية الضريبية وصولاً إلى نقطة الارتكاز الأساسية، وهي تحقيق العدالة الضريبية والحد قدر الإمكان من التهرب الضريبي.
حديث معاون وزير المالية بدا متفائلاً عندما تحدث عن الإصلاح الضريبي بقوله إن منظومة الفوترة الإلكترونية هي واحدة من خطوات عديدة ضمن برنامج الإصلاح الضريبي الذي أقرته وزارة المالية بالانتقال إلى الضريبة الموحدة على الدخل وكذلك ضريبة القيمة المضافة من خلال التحول الرقمي لمعظم أعمال إدارة الضرائب.
ولم يخفِ معاون الوزير في حديثه أن الفوترة الإلكترونية هي عامل أساسي في الانتقال إلى الضريبة الموحدة على الدخل كمشروع قطع أشواطاً كثيرة وهو في مراحله النهائية، وسيدخل حيز التطبيق العملي خلال الأيام المقبلة.
ويعود معاون الوزير ليؤكد أن الفوترة الإلكترونية تبين علاقة الترابط بين البائع والشاري، وصولاً إلى رقم عمل حقيفي يشكل الأساس في مرحلة التكليف الضريبي، وهذا الأمر حسب الونوس ليس سهلاً، بل يحتاج إلى جهود مكثفة من إدارة الضرائب لتعزيز منظومة الفوترة الإلكترونية وتعريف المكلفين بها وكذلك المستهلكين ضمن حملة نشر ثقافة الفاتورة، لاسيما أن الهيئة أطلقت في وقت سابق تطبيق (فاتورتك من حقك) الذي سيستمر مع إطلاق منظومة الفوترة الإلكترونية.
مشروع ضريبتي القيمة المضافة والموحدة على الدخل في مراحله الأخيرة
ووفق معاون الوزير، فإن الفوترة الإلكترونية ستطبق في مرحلة أولى على الضريبة على القيمة المضافة، وفي مرحلة لاحقة على الضريبة الموحدة على الدخل، باعتبار أن الفوترة الإلكترونية تشكل جذراً أساسياً في تطبيق الضريبتين المذكورتين، فهي تساعد على كفاءة عملية التكليف الضريبي، والأهم التركيز على مسألة الالتزام الضريبي، لأنها في المحصلة تعزز مستوى التزام المكلفين، وبناء جسور الثقة مع إدارة الضرائب، والأهم من ذلك تعزز إمكانيات إدارة الضرائب في كشف المطارح الضريبية.
وستؤدي الفوترة الإلكترونية وكذلك أعمال الأتمتة والتحول الرقمي الضريبي إلى بناء قاعدة بيانات شاملة، وهو ما لفت إليه معاون الوزير، عندما أكد إمكانية تعزيز هذه القاعدة وشموليتها عبر تطبيقات وبرامج ملحقة.
وفيما يتعلق بترميز السلع، كشف معاون وزير المالية أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تعمل على إطلاق منظومة خاصة لترميز السلع، حيث قطعت أشواطاً مهمة في هذا المجال، وعند الانتهاء من هذه المنظومة ستكون منظومة الفوترة الإلكترونية جاهزة للربط معها، بحيث تمكننا من تتبع سير السلعة من مرحلة إلى أخرى وصولاً للمستهلك النهائي سواء أكانت السلعة مستوردة أو إنتاجاً محلياً، لذلك شهدت الفترة الأخيرة عملية توسع في الإلزام بالربط الإلكتروني.
تبقى الإشارة إلى أن اجتماعين عقدا مع أصحاب البرامج الإلكترونية الملتزمة بالربط الإلكتروني والمعتمدة من إدارة الضرائب والبالغ عددها ٧٢ برنامجاً، وتم تزويدهم بالمعطيات والضوابط اللازمة للانتقال إلى مرحلة الفوترة الإلكترونية، وكذلك تذليل كل الصعوبات التي تواجههم بهذا الخصوص، كما سيتم في بداية الأسبوع المقبل عقد اجتماع آخر للوقوف على آخر المستجدات وتزويدهم بما يحتاجونه من متطلبات لإنجاز التعديلات المطلوبة على البرمجيات.