“لوثة” تنعش سوق الاستطباب الخفي في سورية.. اضطراب تشوه صورة الجسد حالة نفسية تلاحق الجنسين..والنتائج غير حميدة
دمشق- دينا عبد:
الكثير من الناس يعانون عدم الرضا والقبول عن أجزاء معينة من أجسامهم، وخاصة المناطق البارزة كالأنف مثلاً وحجم الكرش وغير ذلك، وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورًا في تفاقم مشكلة العيوب الظاهرة وخاصة لدى الفتيات من خلال الترويج لمقاييس الجمال، إلّا أنّ هذه المشكلات قد تكون مشكلة حقيقية أو نفسية، ما يوقع الشخص في دوامة عمليات التجميل، من دون الوصول للرضا عن الشكل.
حالة
بعد أخذ ورد بين ( رندة) طالبة جامعية وأهلها من أجل إجراء عملية تجميل لأنفها فازت في عنادها وحققت مبتغاها بإجراء العملية بالرغم من أنّ أنفها لا يشكو من شيء، ولدى سؤال أهلها عن سبب إجراء العملية قالت لهم( هيك تغيير شكل) وبعد العملية أصيبت الفتاة بحالة نفسية وهي حالة عدم الرضا والقبول عن شكلها ما اضطرها إلى إجراء عمليات ترميمية لتصحح ما حلّ بها من تشوهات.
د. نجاتي:٥١% من الإناث غير راضيات عن شكل أجسامهن و٤٩% من الذكور كذلك…
حالة نفسية
اختصاصية الصحة النفسية د. غنى نجاتي بيّنت أنّ تشوه شكل الجسم هو اضطراب نفسي، يتمثل في شعور الفرد بعيب واحد أو أكثر في شكل جسمه الخارجي، يشعر معه الشخص بقلق مفرط وقصور في الجوانب الاجتماعية المهنية، مبينة أن هذا الاضطراب ذو صلة بالوسواس القهري، حيث يتشكل اضطراب تشوه شكل الجسم من سلوكيات قهرية لا يستطيع المصاب التوقف عنها، لأنه بمجرد التوقف يتعرض لحالة من القلق مثل كثرة النظر في المرآة، لتفقد أجزاء الجسم، وكذلك أفكار ومعتقدات لاعقلانية تسيطر عليه، مثل توهمه واعتقاده بأن شكل أنفه بشع، بينما الآخرون يرونه طبيعياً أو يرون هذا الاعتقاد مبالغاً فيه.
٨٧% نسبة الأشخاص الذين يجرون إجراءات تجميلية من دون ضرورة طبية إنما لضرورة نفسية..
أسباب متعددة
وأضافت نجاتي: شكل الجسم والرضا عنه يؤثران على الصحة النفسية وعلى ثقة الإنسان بمهاراته الحياتية والاجتماعية والعاطفية وحتى الأكاديمية والمهنية؛ وينتج الرضا والقبول عن شكل الجسم عن علاقته بالتنشئة الأسرية والمعايير الثقافية للجمال، مثلاً معايير الجمال ليست كالتي عاش عليها الجيل الماضي، لذلك فإن أسباب اضطراب تشوه شكل الجسم تتعدد، فهناك أسباب نفسية ووراثية وبيئية، ويتمثل الجانب النفسي في نمط الشخصية ومستوى القلق، ومفهوم الذات ودرجة الثقة في النفس، ويصاحب اضطراب تشوه شكل الجسم بعض الاضطرابات كالقلق والاكتئاب، وهنالك أسباب وراثية، حيث إن حالات اضطراب تشوه شكل الجسم لها تاريخ مرضي مع القلق، أما الأسباب البيئية فتتمثل في العيش في بيئة تفتقر للدعم النفسي لأفرادها، فعندما نربي أجيالنا على أنّ الجمال هو بطريقة تفكيرك أو بالأثر الذي تتركه بالآخرين، أو بالطريقة التي تبرز فيه بالمجتمع ؛ فالتنشئة الأسرية لها الدور البارز بالمفردات التي يتحدث بها الأهل أمام أبنائهم وتترسخ مع مرور الوقت لتصبح نوعًا من أنواع العقائد.
وفي هذا السياق كشفت د. نجاتي عن دراسة أجرتها حديثاً تتناول نسب الإناث والذكور الذين لديهم عدم رضا عن أشكال أجسامهم 51% للإناث مقابل49% للذكور؛ وكذلك من يجرون إجراءات تجميلية جراحية من دون ضرورة طبية بل لضرورة نفسية لأنهم غير مقتنعين بأشكالهم الخارجية كانت 78% وهي نسبة كبيرة وهذه الحالة يرى الشخص في نفسه عيوبًا متخيلة وهي غير موجودة.
وختمت د. نجاتي بقولها: لا يوجد إنسان يخلو من الجمال ولا من العيوب ولكن يجب على الشخص أن يتعلم أن يحب نفسه بكل الحالات فهذا يعطي ثقة بالنفس، وحب التجريب هو لكسر الروتين وتحسين الشكل.