قاطعوا.. فالحق يؤخذ ولا يعطى
ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك، التهبت الأسعار في الأسواق، ولا يقتصر هذا الارتفاع على مادة بعينها، بل طال جميع المواد الغذائية، وخاصة المواد التي يزيد عليها الطلب كمستلزمات الحلويات واللحوم.
وكيف لا، فهذه فرصة للتجار لا تعوض، والمواطن مجبر على الشراء من دون سؤال، فهل يعقل أن يرتفع سعر مادة بين ليلة وضحاها بمقدار ألفي ليرة؟ ولماذا؟
أما سعر لحم الفروج، فحلّق عالياً على الرغم من الترويج لانخفاض أسعاره بشكل كبير على صفحات التواصل الاجتماعي، سواء للنيئ أو المشوي، وهذا بقي في حدود الشائعة ليس إلا، وظل سعر الفروج يواصل ارتفاعه وبعيد المنال عن أطباق أغلب الأسر، بل سجل ارتفاعاً جديداً خلال الأيام القليلة الماضية، وعند السؤال عن سبب هذا الارتفاع، يأتي الجواب من أصحاب المحال (الدنيا عيد) .
فهل الطلب الزائد على لحم الفروج أدى لارتفاع سعره رغم العرض الجيد للمادة وانخفاض أسعار الأعلاف وتوفرها في الأسواق؟. هذه العوامل مجتمعة يجب أن تؤدي لانخفاض سعر الفروج وليس ارتفاعه.
وهذا ينسحب على سعر اللحوم الحمراء التي لم تسجل انخفاضاً يذكر رغم الترويج الكبير لانخفاضها.
وكما يقولون التجارة شطارة، فكل تاجر وشطارته، والهدف الحصول على أكبر قدر من الأرباح.
ولمشروب المتة كلام آخر، فكلما خطر ببال التجار الكبار رفع سعر المادة، يتم احتكارها واختفاؤها من الأسواق بين ليلة وضحاها، لتبدأ بورصة المتة بالارتفاع وتسجل سعراً جديداً نحو الأعلى.
لعبة التجار أصبحت معروفة وليست جديدة، ولكن المواطنين رغم معرفتهم بكل ما يحيكه التجار، لم يقدموا على اتخاذ قرار المقاطعة لأي مادة من المواد مهما كانت، فما هو الضير أن نقاطع المتة لأيام، أو لحم الفروج؟ وعندها سيضطر التاجر إلى خفض الأسعار، لماذا حتى اليوم لا نملك هذه الإرادة في مقاطعة البضائع المرتفعة؟ ولماذا لا نلقن التجار درساً يجعلهم يحسبون ألف حساب قبل رفع سعر سلعة من دون مبرر؟.
قاطعوا لتحصلوا على حقكم، وتضعوا حداً لتلاعب التجار، قاطعوا.. فالحق يؤخذ ولا يعطى.