صيانة.. للكوادر البشرية!
أيهما أفضل إصلاح وصيانة “المصعد”، أم متابعة أمور العاملين وتشجيعهم؟! ماذا تفعل الإدارات عندما يرتكب عامل أو موظف خطأ يؤدي الى مشكلة في العمل؟! تعاقبه أم توجه له إنذاراً أو تفصله من عمله! والسؤال: ما احتمال أن تسأل الإدارة عن الظروف التي أدت إلى ارتكابه هذا الخطأ وتحاول مساعدته؟
إن موضوع الكوادر البشرية يحمل الكثير من الشجون ولا سيما نظرتنا المتخلفة في معظم الإدارات الى العاملين، ولا يمكن أن نفهم كيف تهتم المؤسسات بتخصيص موازنة ومساحة لصيانة الآلات وإصلاحها قبل وعندما تتوقف عن العمل، بينما تُعرض عن العاملين وتدير ظهرها لهم وتجردهم من إنسانيتهم وأنهم مجموعة من الأحاسيس والمشاعر! والحقيقة أن العلاقة كبيرة بين العمل والمشاعر التي يشعر بها العامل تجاه مؤسسته، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن حسن العمل وسوءه يرتبطان بمشاعر العاملين تجاه ذلك العمل.
وقليلة هي المبادرات الإدارية التي تُعنى بتكريم الكوادر البشرية في مؤسساتنا، فهذه اللفتات الأخلاقية الفردية تؤدي إلى تشجيع العاملين وتحفيزهم على إعطاء أفضل ما عندهم ولكن المطلوب تعليمات ة واضحة بهذا الشأن، وعندما تطالب الإدارات بربط الحوافز بالإنتاج فإننا نتمنى أن يكون هذا الربط مراعياً الربط مع متابعة أحوال العامل وظروفه، لأن استقراره بالحدود الدنيا من استقرار مؤسسته وتطويره ضمن مسار تطويرها، ولا يشترط المتابعة المادية لأننا نعلم ظروف الخزينة في الوقت الراهن، لكن كلمة “شكراً” والاحترام الذي نبديه لجهود العاملين يعنيان الكثير لهم.
وعندما يتجاوز عدد الموظفين في الدولة الخمسة ملايين موظف تصبح معايير التحفيز والمتابعة شرطاً من شروط نجاح المؤسسات، ونعتقد أن شعور الموظفين بأنهم جزء لا يتجزأ من إداراتهم ومؤسساتهم وأن نجاحها نجاح لهم وفشلها فشل لهم، هو التحفيز المطلوب الذي يجب أن يؤخذ على محمل الجد، فإذا استطاعت الإدارات أن توصل لمن يتبوأ المقاعد الأمامية هذه المفاهيم ليتعاملوا بها مع العاملين معهم نكون قد وضعنا يدنا على أكبر حافز لهم، فهم لا يعملون لمصلحة أشخاص، بل يعملون لمصلحة الدولة والمؤسسة ككل، والمديرون أفراد فيها.